اللعبة الأمريكية فى الثورات العربية ... ماذا استفادت أمريكا من الأخوان ؟
نختلف او نتفق أن الثورات التي قامت فى العالم العربي تقف وراءها أمريكا و تمت برعايتها ، لا ضير من الخلاف أو الاتفاق ، لكننا لابد أن نتفق على :
أن امريكا هي من قطفت ثمرت هذه الثورات و تحكمت في مسارها من سقوط الأنظمة القديمة مروراً بحكم العسكر حتى وقعت في يد الأخوان بإشراف و مباركة من أمريكا .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا أستفادت أمريكا من تنصيب الأخوان فى سدة الحكم فى بلاد ما يمسى الربيع العربي :
1 – بفوز الأخوان ترسخت عقيدة الديمقراطية فى قلوب العوام من المسلمين و انها هي السبيل الوحيد للتغيير حيث جاءت بمن كانوا فى السجون و الذين يدعون أنهم أهل الشريعة .
2 – بفوز الأخوان تم فتنة قطاع كبير جدا من الحركة الإسلامية بفتنة الديمقراطية ، فأخذوا ينتافسوا فيما بينهم فيها ، و يقدم بعضهم عروضاً أنهم أفضل من الأخوان و أكثر وسطيه و أحرص على مصالح النظام الأمريكي فى المنطقة ، و أنحرفت كثير من التيارات التى كانت تكفر بالديمقراطية فأخذت تساند الأخوان و تدعمهم و أنقلبت رأساً على عقب .
3 – بفوز الأخوان قامت أمريكا بضرب تيارات جهادية بهم و أظهرت أنها تدعم الإسلام الوسطي و تحارب التطرف و الأرهاب و ذابت حقيقة الصراع فى أذهان الجميع من صراع عقدي إلى صراع مصالح استراتيجية فقط .
4 – بفوز الأخوان ثم فشلهم فى الحكم و إدارة أمور البلاد ،أستطاعت أمريكا توصيل رسالة إلى الجماهير أن النظام الإسلامي – المزعوم – فاشل و إقصائي و لا يصلح أبدا فى تحقيق العدالة الإجتماعية التي تحلم بها الجماهير ، وبهذا فإنه ترسخ فى النفوس كره الإسلام السياسي و كل من ينتسب إليه دون تمييز مشروع عن مشروع .
5 – بفوز الأخوان قامت أمريكا بأثبات عمالة التيار الإسلام – المزعوم – بعد أن خذل هذا النظام المسلمين و تحالف بوضوح مع أمريكا و عملاءها في المنطقة و لم يحرر القدس كما وعد ، أو يضرب ولو طلقة رصاص إلي الكيان الصهيوني أو يساند ثورة سوريا إلا بعد الضوء الأخضر القادم من أمريكا .
6 – بفوز الأخوان أستطاعت أمريكا أحتواء فصيل كبير من التيار الجهادي الذي خرج من السجون بشكل غير مباشر بعد أن فُتح لهم الإعلام و غرهم وعود الأخوان بتطبيق الشريعة ، فذابوا كما يذوب الجليد بين الناس حفاظاً على الوضع الذي يوفر لهم دار الأمان المؤقته ، فمنهم من دخل فى العملية الديمقراطية و من هم من تكلم بإسلام الطواغيت و أحسنهم حالاً من أنشغل بالدعوة التربية و التصفية و صار الجهاديون بلا جهاد أو مهاجرين للساحات المشتعله فقط .
7 – بفوز الأخوان استطاعت أمريكا إحياء التيار التكفيري مرة أخرى و ضخ الدم له بعد أن شاركت جموع الحركات الإسلامية و عوام المسلمين فى العملية الديمقراطية ، فقام هؤلاء ليكفروا الجميع بلا أي تفريق أو إعذار لحال يختلف عن حال ، و هذا التيار تستفيد منه أمريكا بتشويه صورة الإسلام عموماً ، و تنفير المسلمين من الإسلامين خصوصاً بظهور أهل التكفير ، و تستخدمهم فى الطعن و تشويه صورة المجاهدين .
8 – بفوز الأخوان ثم فشلهم و تأليب عوام الناس عليهم ، فازت أمريكا فى معركة استعباد النفوس عن طريق كراهية الإسلام المتمثل فى هؤلاء الأخوان و من معهم ، وأستغلال هذا الكره بطرح المنهج العلماني و الإلحادي و المعاداة للدين بكل وضوح ليندمج فيها عوام الناس فيكرهوا أى مظهر من مظاهر الإسلام و شعائره و بهذا يتقاتل الناس فيما بينهم فى حرب أهلية بدلاً من حروب أمريكية ضد الإسلامين ، فقد قام هؤلاء الكارهون للإسلام المنتسبون إليه زوراً بدور الجندي الأمريكي .
9 – وبعد خسارة الأخوان تعم الفوضى البلاد و يهلك كثير من العباد ، تقدم أمريكا النظم البديلة الموالية لها سواء فى الظاهر كالبرادعي و من معه ، أو فى الباطن كحمدين و من على شاكلته ، و تعود البلاد إلى أحضان أمريكا مرة أخرى بشكل أو بأخر و نظل فى تيه الهيمنة الأمريكية و التبعية الصليبية .
10 – بعد خسارة الأخوان يدفع التيار الإسلامي الحقيقى ثمن سكوته على النظام الأخواني بأن يرجع إلى السجون مرة أخرى أو يضيق عليه بشدة أو يباد بالكلية حسب الخطة الأمريكية ، أما التيار الإسلامي – المزيف – الديمقراطي يخسر قاعدته الشعبية و يظل يدور فى دائرة لعبة الصندوق و المستغفلين يدرون معه على أمل فى العودة إلى الحكم مرة أخرى .
تلك عشرة كاملة و لولا الخوف من الإطالة لكتبت المزيد ، و عسى أن تكون مقدمة سريعة لفهم ما جرى منذ قيام الثورة حتى زلزلة عروش الأخوان ، و لعلي مخطىء أو مصيب والله تعالى أعلم .
مروان سالم