http://www.alamatonline.net/l3.php?id=41205
حوارات الفلول تطغي على العلاقات المصرية السودانية ، إنها نفس النظرة التي نظروا بها لموارد مصر ، نظرة النهب والخطف ، " مساحات شاسعة في السودان " " النيل يأتي من السودان " أما لو يعطوني الفين فدان في السودان ؟ " ... ونقول نقطة نظام وبتعبير الرئيس شافيز " ياباستا " أي كفى ، النظرة الإقتصادية للعلاقات بين البلدين نظرة سطحية ، فهل فكر القلب في بيع الدم للرئتين أو العكس ؟ ، عندما اقتطعت اسرائيل من مصر سيناء لم تمت مصر ، وعندما قسمت أمريكا السودان فأطاحت بنصفه لم يمت السودان ، ولكن إن ضاع السودان كله فالمؤكد أن مصر كلها ستموت ، وإن ضاعت مصر كلها فلا سودان من بعدها . استطاع اليهود بسيطرتهم على السينما المصرية الإساءة في أفلامنا إلي أركان بلادنا فأوضعوا خلالها الفتنة ولما يزالون ، سخروا من الصعيد وأهله فصوروهم أغبياء لا يميزون بين الألف والكوز الذرة ، ومن الفلاحين أمثالي فصوروهم جهلة ومحرومين ، ومن السودانيين وأهل النوبة فجعلوا منهم إدريس وعثمان ، وكانت الجروح بيننا " مقدور عليها " ولم يلتأم جرح السودانيين بعد التنكيل بالرئيس السوداني اللواء محمد نجيب فانفصلوا كارهين بعدما رأوا مصر الكبيرة يقودها الصغار ، وأرسل البكباشي أحد " البكابيش" ليقنعهم بالعدول عن قرارهم ، وكانت وسيلة إقناعه ارتداء جلد النمر والقفز في الهواء كالمجانين!!!! والقارئ أدري بما سارت عليه العلاقات بين نصفي الوادي حتي وقتنا هذا . وأحب هنا أن أؤكد على أن عودة النصفين الي الإلتئام لن يكون من السهولة بدون تذويب الجلطات في الأوردة ، وإن أول جلطة هى القفز على المسائل الإقتصادية والبدء فورا في فعاليات ثقافية ودينية وشبابية مشتركة ، ولعل فتح الطرق البرية والغاء التأشيرة الي مصر يصبح ممكنا بعد تشديد القبضة الأمنية على سيناء ومنع تهريب البشر الي اسرائيل ، ولا أقل من تفعيل اتفاقية الكوميسا بالكامل وتحرير التجارة والغاء الحاجز الجمركي المصري ولو منفردا كمبادرة ودعوة للأشقاء ليبيعوا بضائعهم في السوق المصرية مباشرة وبأنفسهم ، إن حماية السودان من الهجرات الأفريقية من دول الصحراء خصوصا من غير المسلمين بسبب ارتفاع قيمة العملة هو من صلب الأمن القومي المصري لأنه يغير التركيبة البشرية في جنوب الوادي ويزيد الجرحين جرحا جديدا ، ولعل خطر تهديد حصة الدولتين من مياه النيل لا مناص واضعهما في خندق واحد متحرفين لقتال ، إن العودة لحدود 31 ديسمبر 1954 يجب أن تسبقه مليونيات تجوب المحافظات في مصر و تجوب المدن السودانية رافعين علم الوحدة مستعدين للموت في سبيلها ، ولن يكون هذا طالما أن الحديث عن التعاون الإقتصادي يسيل لعاب الفلول فيجوبون وسائل الإعلام بكلام هو أقرب للنهب منه إلي تبادل المنفعة بنفس الطريقة التي كانوا يتحدثون بها عن ثروات مصر قبل الثورة ، وهؤلاء ان كان عزلهم سياسيا في مصر مندوبا فإن عزلهم اقتصاديا عن السودان واجبا ، لأنهم يؤزمون النفوس الجريحة أصلا بجهلم وسخفهم فما أغنى عنا مالهم وهم يعمقون الفواصل بكبريائهم الكاذب . أيها المصريون أنتم المسئولون عن انفصال السودان عنكم وإن رسالة محبة وتقدير واجبة لإخوة لم يشتروا بنا ثمنا قليلا ، حاربوا معنا كل معاركنا وما انفكوا مستعدين لخوض المزيد نصرة للدين وأملا أن يحمل اليهم الغد أخوة في الشمال لا يفسدون فيها ولا يقطعون أرحامهم ولا تعدل رحمنا السودانية سوى رحم المرابطين حول المسجد الأقصى .