طوائف المرجئة
الإرجاء في أصل الدين أو أصل الإيمان
معنى الإرجاء في اللغة :
1- التأخير كما في قوله تعالى ( قالوا أرجه وأخاه ) وقرئ ( أرجئه ) كما في الكشف عن القراءات السبع 1/470 وفي حديث كعب بن مالك رضي الله عنه ( وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا ) أي أخره معنى ووزنا
2- من الرجاء بمعنى الأمل يقال رجوته أرجوه رجوا على وزن فعول أملته أو أردته والاسم الرجاء ورجيته أرجيه من باب رمى لغة والمرجئة يجعلون الناس راجين
التعريف الاصطلاحي : الإرجاء هو إخراج العمل من الإيمان ومن ثم لا كفر بالعمل
قال وكيع بن الجراح ( والمرجئة يقولون الإيمان قول بلا عمل والجهمية يقولون الإيمان المعرفة ) فتاوى7/ 308
وفى السنة لعبدالله بن أحمد وقال الفضيل بن عياض ( أهل الإرجاء يقولون الإيمان قول بلا عمل وتقول الجهمية الإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل ويقول أهل السنة الإيمان المعرفة والقول والعمل )
ويقول سفيان بن عيينة ( المرجئة يقولون الإيمان قول ونحن نقول الإيمان قول وعمل
ويشرح الأوزاعي قول المرجئة ( بأنهم يقولون أن فرائض الله على عباده ليست من الإيمان وأن الإيمان قد يطلب بلا عمل وأن الناس لا يتفاضلون في إيمانهم وأن برهم وفاجرهم في الإيمان سواء )
وقريب منه قول ابن رجب عن إسحاق وقال الإمام أحمد لمن سأله من المرجئة ؟ قال الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل )
وقال ابن تيمية ( قال أحمد ولم يكن من المرجئة فإن المرجئة يقولون الأعمال ليست من الإيمان وهو كان يقول هي من الإيمان لكن لا أشك في إيماني – ومن زعم أن الإيمان هو القول والأعمال شرائع فهو مرجئ عند أحمد ,
وابن المبارك قيل له ترى الإرجاء ؟ قال أنا أقول الإيمان قول وعمل وكيف أكون مرجئا ؟!
( أنظر أراء المرجئة د عبدالله السند )
نشأة المرجئة :
في فتاوى ابن تيمية ( أول نزاع في أصول الدين في مسألة الفاسق الملي (له طاعات ومعاص وحسنات وسيئات ) وأول من أظهر النزاع فيها هم الخوارج حيث كفروا أهل القبلة بالذنوب وقالوا ما الناس إلا مؤمن وكافر
– فإن البدع إنما يظهر منها أولا فأولا الأخف فالأخف كما حدث في آخر عصر الخلفاء الراشدين بدعة الخوارج والشيعة ثم في آخر عصر الصحابة بدعة المرجئة والقدرية ثم في آخر عصر التابعين بدعة الجهمية معطلة الصفات وحدثت أيضا بدعة المرجئة في الإيمان )
ويقول ( ثم لما كان في آخر عصر الصحابة في إمارة ابن الزبير وعبد الملك بن مروان حدثت بدعتا المرجئة والقدرية ونقل قول قتادة ( إنما حدث الإرجاء بعد فتنة ابن الأشعث النفس الزكية )
وقال ( وحدثت المرجئة وكان أكثرهم من الكوفة وكان أول من قاله حماد بن أبي سليمان ولم يكن أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من المرجئة ولا إبراهيم النخعي وأمثاله فصاروا نقيض الخوارج والمعتزلة فقالوا الأعمال ليست من الإيمان )
وكان أول من قال بالإرجاء المتعلق بالصحابة وليس الإرجاء في الإيمان هو الحسن بن محمد بن الحنفية كما ذكره أيوب السختياني فقال أنا أكبر من دين الإرجاء إن أول من تكلم في الإرجاء رجل من بني هاشم يقال له الحسن
– وقد وضع الحسن بن محمد كتابا في الإرجاء قال فيه ( ونجاهد في أبي بكر وعمر الولاية فإن أبا بكر وعمر لم تقتتل فيهما الأمة ولم تختلف فيهما ولم يشك في أمرهما ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة فنكل أمرهم إلى الله .. وإنما الإرجاء ممن عاب الرجال ثم عاب علينا الإرجاء من الأمة وقال متى كان الإرجاء ؟ قلنا كان على عهد موسى نبي الله إذ قال له فرعون ( فما بال القرون الأولى ) قال موسى وهو ينزل عليه الوحي حتى قال ( علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ) فلم يعنف بمثل حجة موسى ثم استمر في كلام طويل ... ) ( الإيمان للعدني 147 )
يـتـــــــــــــــــــــــــبـــــع من كتابي (رد طوائف المرجئة )