فى الأحداث الأخيرة تتجلى مشاكل عديدة فى المسلمين كشخصيات وطريقة تفكير واتزان فى رد الفعل تجاه أحداث هامة
بل أن قيادات فكرية « محترمة» وقعت فى الفخ والشرك(بفتح الراء) المنصوب الذى وضع فيه المسلمون .. وصارت تتكلم بسطحية وخفة غريبة ، ما هى الا ترداد لكلام سطحى مكرر دأبت عليه وسائل الاعلام .
كل مسلم يرفض ما حدث من تفجير للكنيسة ووصل الرفض الى حد أن باتت قناعة بسطاء المسلمين فى الشوارع تتحدث عن أن هذه من تدبير جهات كنسية لا تعبأ بدم أبنائها فى سبيل تحقيق مكاسب سياسية وحل مواقف مستعصية ، بينما لا تريد الجهات الأمنية البحث فى هذا الاتجاه أو التصريح بهذا.
ذلك لأن هذا العمل يخالف الشريعة فى نصوصها الجزئية والعامة ومقاصد الشريعة بل وفلسفة الاسلام ونظرته وتصوره لقيادة الحياة .
ولكن ....
ما يحدث الآن يحتاج إلى وقفة ..
(1) المسلمون يعتذرون تصريحا وتلميحا عن هذا الحدث بما يوجب أنهم هم الذين فعلوه .
(2) مما يؤكد هذا الاتجاه الدعاة والشيوخ الذين باتوا يشتكون من التضييق عليهم « فى الفضائيات» فأدى ذلك إلى هذا الحدث ، وبغض النظر عن هذه الشكوى لكنها تتضمن الإقرار بالتهمة التى لم تثبتها الأدلة إلى الآن ! ولكن بغيرهم من الاتجاهات !!
(3) قامت الجهات الأمنية بزيادة إذلال المسلمين وتقربت بدم شاب مسلم مات تحت التعذيب قربانا ليرضى البابا ! لا رحم الله من قتلوه .
(4) أما الإسلام الرسمى شيخ الأزهر والمفتى فقد كانوا مثالا صارخا لاسترضاء البابا على أن المسلمين هم الذين فعلوها ، بينما على فرض أن أحد الطائشين فعلها فلذلك أسباب قامت بها الكنيسة وقام بها البابا وقد غفرت دفعة واحدة ! بل وغفر إهانة شيخ الأزهر والمفتى بل ومندوب الرئاسة ورفض البابا مجرد الاعتذار لهم، ولم تؤثر فيهم الإهانة ومضوا يسترضون!
ده غير محافظ كفر الشيخ اللى لغى الكتاتيب
(5) لا يجرؤ أحد على مراجعة تاريخ البابا وخطابه فى أحداث الخانكة عام 72 وما تلاها ولا إيراد حكم محكمة القيم فى حقه ، وأنه إلى الآن معزول رسميا ، كما لا يجرؤ أحد على الحديث عن العدد الفائق للكنائس الذى لا يحتاجونه فضلا عن البناء الغير مرخص فضلا عن الإجرام فى أحداث العمرانية والإهانة للدولة وللمحافظ وأخذ رهائن وقطع الطريق الدائرى ، ولكن تُذكر هذه الأحداث على أنها مجرد احتكاكات .
(6) لم يعد ادخال سفينة أسلحة جريمة بل أصبح الإفصاح عنها والشكوى منها هو الجريمة التى يحاسب عليها من نبه الناس إليها ، ولم يعد التصريح بأن المسلمين ضيوف وأن عليهم الرحيل جريمة بل صارت الجريمة التنبيه لهذا الكلام وطلب الاعتذار عنه !!
(7) شباب الأزهر « طلبة العلوم الشرعية » يعربون عن رفضهم لحادث التفجير ، هذا شىء حسن لكن كيف أعربوا ؟ قاموا بالتصليب بأيديهم !!
(8) تعامل المسلمون على أن الصليب مقدس ! ولو أورد عليهم أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدع شيئا « من أمور البيت كالقماش أو الستائر » فيه تصاليب إلا نقضه فماذا يقولون ؟
(9) احتفل الإعلاميون جميعا داخل الكاتدرائية فى احتفال عام وقاموا بتمرير الكثير من الأمور الخطرة كوضع التعليم بالمطالبة بإلغاء مادة التربية الدينية والاكتفاء بالأخلاق العامة وإلغاء النصوص القرآنية والنبوية من كتب النصوص إرضاء للمسيحيين بحيث تلغى تماما الهوية الإسلامية لصالح الهوية القومية ! بينما لا يلغى الآخر هويته الدينية بل ويحافظ على اصطفافه الكنسى والغير معروف تفاصيل توجيهاته داخل الكنائس وقد نبه إلى هذا أطراف مسيحية عاقلة ومنتمية للأمة.
(10) الرسالة العامة التى وصلت للجميع هى لو أن الإسلام هو المشكلة فى الوحدة الوطنية فلنتخلى عنه أو فلنتنازل عن ما لا يريد الطرف الآخر منه وليحدد هو الأجزاء التى يريد حذفها ومعه العلمانيون والملحدون، وأى كم من يرى أنه مهدد للوحدة الوطنية فنحن نعتذر عنه ونتنازل عنه ونقوم بإلغائه، ومن يرفض فهو متطرف وسنتعامل معه أمنيا ولو بالموت « سيد بلال » وإعلاميا سنحاصره .
(11) لم ينظر أحد إلى الخط المتصاعد للكنيسة انعزاليا وانفصاليا وإحياء للغة القبطية كبديل للغة العربية واستقواء بالخارج وتدرجا ملحوظا فى المكاسب والابتزاز والاستفزاز للمسلمين حتى تكلم عقلاؤهم وحذروا من هذا، وراجِعوا ما كتبه رفيق حبيب وراجعوا عظة الأنبا ماكسيموس .
(12) تيارات إسلامية قالت أن النصوص الشرعية تأبى تولية المسيحى الحكم على عموم المسلمين ، فلما حدث التفجير قالوا سنراجع هذا الحكم ! ما الذى حدث للحكم الشرعى ؟!!
-----------------------
قد يخسر المسلمون اليوم بأن يقدموا ما لا يجوز تقديمه وبتراجعهم بدون مبرر وبتحملهم لجريمة لم يرتكبوها.. قد يخسرون أمورا هامة ومفصلية وحاسمة وتاريخية يرث عاقبتها أجيالهم بطيش الآباء وسفاهتهم المنقطعة النظير والمهرولة سواء كان من عموم المسلمين أو من إعلاميين أو مفكرين تعروا كلهم فى لحظة واحدة حتى المتميز منهم بل وبعض الشيوخ والتيارات الإسلامية ..
بينما يحتاج الأمر إلى اتزان بين الرفض لهذه الجريمة وبين رفض الابتزاز وبين الحفاظ على الهوية وعلى الدين وبين حماية الأمن القومى وبين عدم ظلم الأقليات الدينية مع رفض أخطائهم والتنبه للخط المتصاعد لهم مع المعالجة الأمنية والقيمية المتزنة التى تصل للجانى ولا تظلم أحدا لأنه يمثل عنوان للإسلام بسمته الظاهر ، وبين الحفاظ على طلبة العلم الشرعى والاعتزاز بالإسلام شريعة وهوية .
اتزنوا يرحمكم الله .
لا مؤاخذة يا شارد . كلامك محفوظ قصدى مقامك محفوظ