لدولة الدينية هى الدولة التى تبنى على اساس دينى فتستمد من هذا الدين قوانينها و دستورها و سطوتهاو تعتمد بشكل اساسى على ابناء هذا الدين دون غيرهم من الموطنين فى بسط نفوذها و فرض قوانينها. فهى لا تعطى مواطنيها فرصا متكافئة للمناصب السيادية فى الدولة بل تجعل هذه المناصب حكرا على ابناء هذا الدين الذى تبنته الدولة و يحرم بالتالى المواطنين الذين لا يدينون هذا الدين من اعتلاء هذه المناصب. كما انهاتتعامل مع مواطنيها بمعيارين معيار تطبقه على ابناء دينها و معيار اخر تطبقه على تطبقه على من يدينون دينا اخر. فهى لا تؤمن بمبدأ الموطنة و المساواة و ينقسم مواطنيها الى درجتين ( او اكثر ) ابناء دينها تعتبرهم مواطنين من الدرجة الاولى يتمتعون بكل الحقوق و الصلاحيات و ما عداهم تعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية محرومون بالضرورة من بعض حقوق و صلاحيات مواطنين الدرجة الاولى بصورة مشابهة( للتقريب للافهام) للطبيعة الطبقية للمجتمع فى الحضارة اليونانية القديمة حيث كانت تقوم على مجتمع من الاسياد و العبيد. كما يكون فى الدولة الدينية حق احتكارى لرجال الدين لا ينازعهم فيه احدفى تقرير مبادئ هذا الدين و تاويل نصوصه بشكل مطلق. كما تحرم هذه الدولة كل مواطنيها من الدرجتين الاولى و الثانية من حق نقد رجال الدين و مناقشة ا فكارهم باعتبارهم ظل الله على الارض و رموزا مقدسة لا يمكن لها الخطأ و الانحراف. كما تحرم هذه الدولة مواطنيها من الدرجتين من حقهم فى المطالبة باستصدار دساتير او قوانين تتعارض مع رؤية رجال الدين. فى الدولة الدينية تتولد بالتبعية علاقة خاصة بين رجال الدين او المؤسسة الدينية و الحكام بحيث لا يقبل الحاكم بدون تمريره اولا من قبل رجال الدين و ليس للشعب حق الاختيار للحاكم الا فيما بين من اجازه رجال الدين . اما ما عداهم من راغبى الحكم ممن لم يحوزوا اجازة رجال الدين و رضاهم فلا فرصة اطلاقا للشعب فى ان يختارهم. و بهذا تولد الدولة الدينية مريضة بالفساد السياسى من قبل الحكام الذين يدينون بالولاء الاعظم لرجال الدين و ليس للشعب او للدولة ذاتها. و بذلك يكون الدين او بالاحرى رجال الدين هم مصدر السلطات ( تشريعية و سياسية و تنفيذية و قضائية) و ليس الشعب.هذه الملامح ايجازا هى الملامح العامة التى لابد ان تتحلى بها الدولة الدينية. فاى من دول العالم المعاصر يمكن ان يندرج تحت مسمى دولة دينية؟ منتظر تعليقاتكم
