لعنة مبارك
تاريخ النشر : 2011-10-09
بقلم : إبــراهيــــم حشــــــاد
صحفــــى من القطـــر المصـــرى
منذ التنحى ونحن نشهد حرائق بلطجة تعدى على أراضي الدولة تعديات في الشوارع العامة وموجة عارمة من عدم احترام القوانين وقفات احتجاجية دعوات معارضة مظاهرات فى التحرير مليونيات عديدة أشعر وكأننا نعيش داخل مجموعة دول طوائف وملل جبهات وائتلافات وأحزاب الكثير والكثير لم يسع المقال لذكر هذا الزخم من انعكاسات الثورة الأمر الذى يجعلنا نقف لنسأل سؤالا إجباريا .. هل نجحت الثورة ؟ .
لن تجد إلا إجابة واحدة : نحتاج لبعض الوقت..هل نستطيع أن نسمى ما يحدث من كم الأحداث المتوالية والصدمات المريرة ثورة مضادة هل نستطيع أن نجزم أن كل هؤلاء أعضاء الحزب الوطني ..الكثير يجزم بإجابة مثبتة ولكن إذا استقرئنا الأحداث جيدا سنجد أن معظم أعضاء الوطنى فى الماضي هم مجموعة من راكبى الموجات والبعض الآخرمحترف سياسة و منهمك في الوضع الجديد ويطرزالآن رداء جديدا ليلبس لبس الثوار ويحجز مكانه فى التحريروالبعض الباقى هم من صنعوا قانون البلطجة وممولى البلطجية فى الأمس .. أما الآن البلطجية أصبح لهم كلمة وليس لهم حاكم لأن الوطنى قد مات فمن أحضر العفريت هو الوحيد الكفيل بصرفه .
والسؤال يعيد نفسه بطريقة أخرى هل تستطيع الثورة أن تستكمل مسيرتها وسط المتربصين بها أم هى لعنة مبارك قد حلت على مصر؟
ففى أحد خطابات مبارك أثناء الثورة أعلنها صراحة " يا حكمى يا إلا الفوضى " هل تعتقد أن الرئيس السابق كان قد يدبر لكل تلك الأشياء من ذى قبل ؟! أنا لا أعتقد .. فالرئيس كان غائبا طيلة سنوات عديدة عن الحكم لا يستطيع أن يتفنن فى نشر حالة الفوضى والارتباك ، وما تشهده مصر من مصائب واحدة تلو الأخرى وفى أوقات محددة وكأننا نعيش فيلما سينمائيا.
الأمر أصبح محير فمن الذى دمر خطوط أنابيب الغاز ؟! ، ومن الذى وراء الهجوم على أقسام الشرطة ؟! ، ومن الذى يريد إشعال الفتنة ومن .. ومن .. ومن ؟ الإجاية تكاد تكون مستحيلة فلا أحد يعرف .. فالأفضل أن لا نقع فيما يريدون لنا أن نقع فيه من تشتت وتحزب وبلبلة ونبعد عن ذلك الكمين الصعب الذى تقع فيه الثورة .
أعتقد أننا لابد وأن نراجع أنفسنا جميعا وأن يركز كل منا فى عمله الآن ، ونترك محاسبة النظام للقضاء والعدل لاننا دولة قانون .. ولن يحاكم الشعب المسئولين لأننا ببساطة لا نفهم فى القانون !!
فمليارات النظام لن تدخل جيوب أهل التحرير، أو أصحاب الوقفات ، فكل يوم يمر ندفع ثمنه غاليا.. الأزمة لم تأت بعد .. والقادم أسوأ فى ظل الحالة الراهنه فإذا أردنا نجاح الثورة فلابد من المشاركة فى الإصلاح .. والإصلاح يبدأ بعد الثورات مباشرة عن طريق العمل ولنترك العدل لأهله والسياسة لأهلها وكفانا وقفات واحتجاجات.. وعلينا أن نقف داخل مصانعنا ، ونفكر من الآن من سننتخب فى مجلس الشعب لتعديل الدستور فقبل أن تطلب حقوقك ، فعليك أولا أن تمارس واجباتك والاختيار أمامك إذا أردت نجاح ثورة 25 يناير حتى لا تصيبك لعنة مبارك