بالرغم من مرور 10 أشهر على ثورة 25 يناير، واقتراب موعد الانتخابات البرلمانية لمجلسى الشعب والشورى، ووعود وزارة الداخلية والقوات المسلحة بمرور الانتخابات بسلام دون وقوع أى اشتباكات أو حوادث، إلا أن جميع الأحداث الأخيرة من اقتحام مقار أقسام الشرطة وتحول الصعيد إلى منطقة ملتهبة بالأسلحة النارية وغيرها من الأحداث تؤكد أن الوضع القادم أسوء مما هو عليه، خاصة أن كل المؤشرات تؤكد سبب تزايد الطلب على الأسلحة يعود إلى استخدامها فى الانتخابات.
تسيطر حالة من القلق والفزع على الشعب المصرى حاليًا، بعد أن أحس بأن الاستقرار لم يتحقق حتى اليوم، ودخول البلطجية فى كل مفردات الحياة، ففى القريب وقع حادث تجمهر المئات من سكان منطقة البساتين أمام قسم الشرطة، محاولين اقتحام القسم، وذلك بسبب قيام الأجهزة الأمنية بالقبض على تاجر خردة بتهم الاستيلاء على قطعتى أرض بالبساتين بمنطقة "ترب اليهود".
بعد هذا الحادث بأيام قليلة أشعل عدد كبير من البلطجية بقرية العزيزة مركز المنزلة بالدقهلية، النيران فى نقطة الشرطة وقاموا باحتجاز الأفراد بداخلها ومفتش مباحث فرع شمال الدقهلية، وذلك انتقاماً من حملة أمنية تمكنت من إلقاء القبض على زعيمهم.
وفى سوهاج تحولت مدينة السلام إلى مدينة أشباح بعد اشتباكات وقعت بين قبائل العرب والهوارى بسبب لعب القمار وفرض حظر التجوال لمدة ساعات.
كل هذا ينم أن إجراء العملية الانتخابية القادمة ستكون مستحيلة فى ظل التردى الأمنى الذى لا يستطيع حتى أن يحمى الأقسام التى يتواجد فيها، فضلاً عن مصادر أمنية رفيعة المستوى أكدت دخول شحنة من الأسلحة النارية إلى محافظات الصعيد خلال الأيام الماضية عبر المراكب الشراعية عبر بحيرة ناصر بأسوان.
قال المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات، إنه واثق تماماً من الجيش والشرطة فى حماية العملية الانتخابية، وأن الداخلية وضعت خطة أمنية مشددة لحماية الناخبين والمرشحين والقضاة الذين سيشرفون على الانتخابات.
وأكد إبراهيم، أنه فى حالة ما وقعت اشتباكات ووفيات كبيرة سيكون المجلس العسكرى هو صاحب الرأى فى وقف الانتخابات من عدمه.
من جانبه، يقول اللواء رفعت عبد الحميد أستاذ العلوم الجنائية والتأمين، إن الأوضاع التى تمر بها البلاد من وقوع حوادث متكررة بسبب أعمال البلطجة فى الشوارع قد يودى إلى صعوبة حماية العملية الانتخابية المقبلة، رغم أنه متفائل من قيام القوات المسلحة ووزارة الداخلية بشن الحملات المكبرة لضبط البلطجية والخارجين على القانون قبل العملية الانتخابية بأيام.
جدير بالذكر أن اللواء أركان حرب حسن الروينى عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة قائد المنطقة المركزية العسكرية سبق وأن صرح فى تصريحات صحفية، أن القوات المسلحة مستمرة فى شن حملاتها الأمنية حتى انتهاء الانتخابات، وأن القوات المسلحة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يمس سلامة العملية الانتخابية، خاصة أن معظم الدوائر الانتخابية تقع فى نطاق المنطقة المركزية، مشيراً إلى أن الحملات أسفرت عن ضبط عدد كبير من البلطجية الذين كانوا يستخدمون أثناء الانتخابات، بالإضافة لعدد كبير من الخارجين على القانون والهاربين من الأحكام وتجار المخدرات وعدد كبير من الأسلحة النارية، وكذلك تم ضبط بعض المسروقات التى قد نهبت من المحلات التجارية فى الأيام الأولى للثورة.
وشدد الروينى على أن الحملات ستستمر حتى يتم الانتهاء من الانتخابات، وتتضمن مهاجمة جميع أوكار البلطجة فى شتى المحافظات بالتعاون مع الشرطة كمرحلة أولى ثم مشاركة كافة وحدات المنطقة فى تأمين الدوائر الانتخابية بعدد كبير من الأفراد وكذلك تأمين عملية فرز الأصوات وجولات الإعادة كمرحلة ثانى.
من ناحية أخرى، كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد حذرت رعاياها المسافرين أو المقيمين فى مصر من احتمالية وقوع اضطرابات قبل الانتخابات البرلمانية، وحثت وزارة الخارجية الأمريكية رعايا الولايات المتحدة المسافرين إلى القاهرة أو المقيمين فيها تجنب أى مظاهرات، حتى السلمية منها التى يمكن أن تتحول بسرعة إلى مواجهات عنيفة ويكون الأجانب فيها هدفاً للمضايقات.