سامح لطف الله يكتب: ثورة ثلاثة في واحد

جريدة الشروق
آخر تحديث يوم الجمعة 11 نوفمبر 2011 - 2:16 م ا بتوقيت القاهرة

الثورة الثالثة هي ثورة الأحلام والطموحات وفيها ينظر كل مواطن من منظوره الخاص ما هي مكتسباته من الثورة
المشهد السياسي الآن أراه ثلاث دوائر متقاطعة أو بعبارة أخري ثلاث ثورات متداخلة معا: الثورة الأولي هي الثورة الأم ثورة الخامس والعشرون من يناير بكل طموحاتها وآمالها في المستقبل الواعد لهذا الوطن.

الثورة الثانية هي الثورة المضادة ودائما في كل ثورات العالم تُحدث ثورة مضادة تحاول عرقلة مسار الثورة الأصلية تشبثاً بمصالح أو تمسكاً بأيدولوجيات سياسية عن قناعة أو عن فكر أو أحيانا كرد فعل تلقائي من باب رفض التغيير لأن ما نعلم هو أفضل مما هو قادم في علم الغيب.

الثورة الثالثة هي ثورة الأحلام والطموحات وفيها ينظر كل مواطن من منظوره الخاص ما هي مكتسباته من الثورة وهل إستفاد منها مباشرة أم لا وإذا لم تكن الإستفادة مرضية له فله أن يثور ويطالب ويعتصم ومن هنا ظهرت المطالب الفئوية، وهل أدت اليه الثورة ما كان يتوقعه وهل أتت الثورة بطفرة منتظرة في تطوير حياته الي الأفضل؟

وإذا قمنا بتطبيق هذا المنظور علي فترة الإنتخابات القادمة فهناك من يراهن أن أعمال عنف سوف تحدث أثناء العملية الإنتخابية في المرحلة الأولي منها ويأتي هذا من وجهة نظري من تدافع الثورات الثلاث والذي يجب أن يقوم المواطن العادي حياله بوقفة صارمة كتلك الوقفة التي وقفها الناس لحماية ممتلكاتهم وبيوتهم في بداية الإنفلات الأمني وهروب المساجين من كل سجون مصر.

بمعني آخر أري أنه يجب أن يكون هناك رقابة شعبية للإنتخابات لحمايتها وتفويت الفرصة علي الثورة المضادة لإفشالها أو تشويهها.

يقول البعض إن البرلمان القادم سيفرز الإخوان المسلمين وفلول الحزب الوطني وأقول إن الفترات الإنتقالية في حياة الشعوب قد تأتي بقوي ذات طبيعة انتقالية ويبرهنون عل ذلك بأن الإخوان أكثر تنظيما من القوي الأخري والعصبيات وشراء الأصوات قد يأتي بمالا يتوقعه الجميع.

وأقول لا عيب في تنظيم أي فئة المهم الإحتكام لصناديق الإنتخاب بحرية كاملة وشفافية وكرامة وأن يمتنع الجميع عن التدخل لإدارة دفة الإنتخابات لجهة أو جماعة ما.

الانتقال المدني للسلطة لن نتوقع حدوثه مرة واحدة فنحن في فترة انتقالية حالية ثم الإنتقال السياسي والمؤسسي يليه الإنتقال المجتمعي والذي اري أنه سيأخذ فترة طويلة حتي يستقر.

كنت اتمني أن يقوم شباب الثورة بعمل قائمة موحدة حتي يكون لهم شأن فاعل في البرلمان القادم ولكن قد يكتفي الشباب بالتواجد علي بعض القوائم ولا أُعول علي العدد الذي سيدخل المجلس منهم.

ولكن الأداء النوعي في البرلمان هو الذي يمكن أن نُعول عليه في الفترة القادمة أي سيكون نوعية الشباب المنضم للبرلمان ومقدرته علي أن يضع قدما علي الساحة السياسية بفاعلية وإيجابية قد يكون هو الأساس.

ما فشلت فيه حكومة الدكتور شرف الإنتقالية والذي كان يجب أن يوضع نصب أعينها هو: "أطعمهم من جوع.. وآمنهم من خوف".

وقد فشلت الحكومة في كلا الأمرين وهما توفير الطعام بالسعر المناسب لكل فئات الشعب خلال فترة عملها منذ بداية الثورة.

الأمر الثاني وهو الأمن وقد فشلت فيه الحكومة أيضا ورأينا ما رأينا من إنفلات أمني وسلوكي لدرجة أن يحتل البلطجية مساكن بيت العائلة بالسادس من أكتوبر ضاربين عرض الحائط بكل القوانين وبالسلطة التنفيذية في هذا الوطن.

والتلكؤ الواضح من جانب المجلس العسكري والذي كان يجب أولا أن يصدر حزمة قوانين غاية في الأهمية وتشريعات لأصلاح التعليم والتأمين الصحي حتي يري المواطن العادي أثراً للعدالة الاجتماعية لأن خوف الإنسان علي حياته وصحته وكيانه ومعاشه لابد ان يصل لكل مواطن هذا الإحساس فتقر عينه.

وأري أن أهم أسباب الإنفلات الأمني والسلوكي هو الرقابة الغائبة وعدم وجود خطة أمنية لإعادة هيكلة الجهاز الأمني وأري أن أهم صلاحيات مجلس الشعب القادم ستكون سحب الثقة من وزير متقاعس عن أداء دوره وسيكون ذلك هو وسيلة الضغط الجديدة التي ستنتقل من الميدان الي البرلمان ولن يسكت البرلمان عن مواجهة الأزمات بسرعة وكفاءة وبلا حدود.

والشعب وإرادته أري أنه سيفرض خارطة الطريق للمرحلة القادمة ما بعد الإنتخابات ويجب علي كل المصريين الخروج عن بكرة أبيهم في أول انتخابات فعلية سيمر بها الوطن وأُهيب بهم عدم التقاعس عن المشاركة حتي لا نلوم إلا أنفسنا إذا أتت نتيجة الانتخابات عكس ما نتوقع أو أتت الرياح بما لا تشتهي السفن أو بما لا يناسب المرحلة القادمة.

وبعد انتخابات مجلس الشعب سيكون هنك لأول مرة إنتخابات رئاسية بحق وحقيق تصوروا!! واعتقد أنها ستكون المرة الأولي ولن تكون الأخيرة منذ عهد الفراعنة ومالا سيحدث هذه المرة سيحدث في المرات القادمة فقط بالأمل والعمل والثقة في الجماهير التي ستحمي ثورتها بكل حب وبكل جدية وبالمشاركة الإيجابية في الانتخابات هذا هو الحل.
سامح لطف الله

http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=11112011&id=1cb48195-64ab-415d-9a37-992dbb63753d