لماذا غيرت قناعتي ؟؟؟
كنت من أشد المعارضين (قبل سقوط الطاغية المصري) للمشاركات السياسية ( باعتبار أنها حرام وليست كفرا إلا بالقصد المقارن للفعل وإلا فالانتخابات والبرلمانان بقصد تحكيم الشرع الإسلامي لا نص يحرمها ) حتى بعد الثورة بقليل لم تتغير قناعتي ولكن الان قد تغيرت للأسباب الاتية :
1- كان الدستور السابق رمزاً لتغليب سلطة الشعب على سلطة الله في التشريع فسقط الدستور السابق كشرط مانع من المشاركة السياسية فلا دستور كفري يعوق التشريع الاسلامي.
2- غلبة مجلسي الشورى والشعب (العلمانيين) في السابق بالأغلبية العلمانية - بالتزوير - بالقهر فبسقوطهما وسقوط الحزب الحاكم فأصبح الفراغ السياسي مبرر للمشاركة للإسلاميين .
3- ضعف و انهيار الأجهزة القمعية المساندة للنظام السابق أفسح المجال أمام الاسلاميين مما رجح قلة المفاسد المترتبة علي المشاركة .
4- ضعف و أرتباك القوي العالمية الامريكية والأوربية من الهيمنة الداخلية علي الاوضاع في مصر بسقوط عملائهم فلم يجدوا حليفا استراتيجيا كما في السابق ومحاولتهم تقوية أفراخ العلمانيين أو الليبراليين الجدد بدعمهم و دعم أحزابهم وعدم استعدادهم لخوض حرب ضد 85 مليون بجوار إسرائيل واستعدادهم لتدليل أي نظام حتى ولو إسلامي لعمل تحالف (بظنهم )كما أنهم متحالفون مع بعض الدول التي دستورها ينص علي أن المصدر الوحيد للتشريع هو الاسلام ؟! فلا خوف من الطرح الاسلامي للتشريع
5-أظهار العداء الشرس للإسلاميين في الاعلام من صحف مطبوعة أو إلكترونية أو في القنوات الفضائية وتشكيل احزاب ليبرالية مناوئة للشريعة ودعم رجال الاعمال كساويرس النصراني العلماني لإنشاء وتمويل أكثر من حزب ضد الاسلام والإسلاميين ونشر الاكاذيب حول بعض سلوكيات خاطئة من قلة قلية للإسلاميين علي أنها تمثل الاسلام والإسلاميين
كل ذلك يدعوني لتغيير قناعتي بعدم المشاركة السياسية ( مع وضوح عقيدة التوحيد وإفراد الله بالنسك والحكم والولاء وعقيدة أهل السنة والجماعة )
6- وأخيرا لا مانع من ولا تعارض من تكثيف العمل الدعوي والتعليمي من الدعاة للشعب للتوحيد و أن التشريع حق خالص لله وبين المشاركة لعدد من الاحزاب الاسلامية لدفع شر الليبراليين لتغيير الواقع وعدم تركة لهم فتغير واقع وأسباب الفتوى في السابق بعدم المشاركة قد زال سببها والله أعلم

مشكور ابو احمد

قشدة

الأخ الحبيب الأستاذ أبو أحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اسمح لي يا أخي الحبيب هنا بهذه المداخلة التي لا أبتغي بها سوي وجه الله وليست للمراء ولا للغلبة وإنني أدعو الله كما كان يدعوه السلف أن يجعل الحق على لسانك حتي تهديني السبيل ولكن اسمح لي أن اختلف مع حضرتك في بعض المسائل :
1- أولا أن الدستور 71 لم يسقط بالنسبة لمسائل التشريع فالدستور هو هو بالنسبة لإختصاص مجلس الشعب بوضع القوانين والدستور هو هو فيما يخص المادة الثانية منه لم يتغير اي شئ بهذا الخصوص ، التغيير كله انحصر في مسألة انتخابات رئيس الجمهورية والرقابة القضائية على الإنتخابات واختصاص مجلس الشعب بالفصل في صحة عضوية اعضائه وبعض المسائل الأخري البعيدة تماما عن التشريع ولا زالت الأحكام القضائية تصدر باسم الشعب الذي يعتبر طبقا للدستور هو مصدر السلطات
2- مسألة أن العنصر الغالب في مجلسي الشعب والشوري كان للعلمانيين (ربما لم أفهم هذه العبارة ) ، إذ أعتقد أن مسالة الترشح للإنتخابات سابقة على تشكيل المجلسين ، بمعني أن اتخاذ القرار بالترشح ثم الترشح ثم النتيجة ثم ننظر ان كان العنصر الغالب هو العلمانيين أم الإسلاميين ، أم ماذا تقصد حضرتك . ربما حضرتك تقصد أن النتيجة كانت معروفة سلفا لأن الإنتخابات مزورة ، إذن بماذا تبرر نجاح كثير من الإسلاميين في دوائرهم واستطاعوا خلالها التنغيص على الحكومة في هذه الدوائر واظهار الوجه الحسن للسياسيين الإسلاميين وتحولت أغلب هذه الدوائر الي مؤيد للحركات الإسلامية بسبب هؤلاء النواب . وهل ما لا يدرك كله يترك كله ؟
3- بالنسبة لإنهيار الأجهزة القمعية فهل هذا مبرر للإفتاء ( بحرمة ) الخروج على الحاكم وماذا تقول حضرتك في الحديث ( خير الشهداء حمزة .............. إلي آخر الحديث ) وهل مقاومة هذه الأجهزة يكون بالإستسلام للنظام أم بالمقاومة الشرعية بكل وسيلة ممكنة لا يترتب عليها مفاسد أكبر .
4- أخيرا هل تعتقد حضرتك أنه ان سيطر الإسلاميين بالكامل على البرلمان بنسبة ثمانين في المائة مثلا هل تعتقد أن هذا يخدم قضية تطبيق الشريعة ؟ ولماذا إذن نجد تيارا مثل الإخوان المسلمين يكتفي بالترشح على عدد محدود من المقاعد . طالما أن حضرتك بتضع الواقع كعامل في تغيير الفتوي . ما هو الواقع الآن ؟ وهل خلاص حدث التمكين للمسلمين حتي يطبقوا الشريعة ؟
5- ماذا لو تم الغاء الإنتخابات بسبب الضغوط الخارجية أو بفعل من المجلس العسكري ؟ هل الواقع الجديد سوف يؤدي الي تغير الفتوي أيضا بحرمة الإنتخابات وحرمة المظاهرات وحرمة الخروج على الحاكم الجديد الذي سوف يكون في هذه الحالة أشد شراسة من ذي قبل واجهزة القمع عنده عسكرية وليست مدنية ؟
أرجو يا أخي أن أكون قد لمست بعض النقاط الجوهرية في الموضوع وأعوذ بالله من أن أكون منتصرا لفكري او لرأيي دون الحق . وإن شاء الله سوف يأت يوم تجمعنا وحدة عملية يمكن الله فيها لدينه في أرضنا .
جزاكم الله خيرا على سعة صدرك وبارك الله فيك على الموضوع الجميل

الأخ الفاضل محمود حشلة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للنقطة الأولى لم أقل أن الدستور غير موجود ولكن سقط سياسيا لحين اختيار أعضاء مجلسي الشعب والشورى ورئيس الدولة وعمل دستور جديد تستقر عليه البلاد ونرجو أن يكون هو الإسلام دستور العدالة الإلهي
بالنسبة للنقطة الثانية فكان الغالب هو الحزب الديموقراطي الذي يرسخ اللادينية وفصل الدين عن السياسة وغالبا بالتزوير ومن ثم وجود أعضاء الأخوان في البرلمان كان يخدم المسرحية الديموقراطية بالرأي والرأي الآخر مع عدم إغفالنا لدورهم الخدمي وإن كان يؤديه أعضاء آخرين بل بعضهم كان أكثر خدمة للناس فلو أنهم اكتفوا بالاندماج في مؤسسات المجتمع المدني لكان دورهم أفضل وهو كذلك فعلا ولا ننسى أنه حين اعتزلوا الانتخابات وأصبح الحزب الحاكم ذو الأغلبية المطلقة فسبب هذا في تفجر طاقات المجتمع المدني بكل طوائفه عدا البعض من أدعياء السلفية وأنصار الطاغوت المخلوع ومن ثم قامت الثورة وهي ثورة مصرية وليست إسلامية ابتداءا
3-أما الأجهزة القمعية فقد سقطت وضعفت حتى لو قامت فقد زال حاجز الخوف بعدان كنا نقول مفيش فائدة وكنا في حالة من الضعف والهوان ما الله به عليم
4- ومن يقيم شرع الله غير الإسلاميين الموحدين الصادقين فشرع الله يقيمه المسلم حتى لو تغلب فحكم الله يقام بالحكام حتى في أصغر المسائل قال تعالى ( فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها..) ( يحكم به ذوا عدل منكم..) أي من المسلمين الخلص وهب أن الإسلاميين بالأغلبية ولم يطبقوا الشرع أو يتخذوا خطوات لتطبيقه بعد الخروج من الهيمنة الصهيوأمريكية فقد تتغير الفتوى بتغير الزمان والأحوال وهذا كلام العلماء بالاتفاق وإن كان أقل ما فيها أن يحكم البلد رجل مدني من غير العسكر وكان عادلا كأمثال النجاشي يخرجنا من تحت القهر والضغط وهتك حرمة الناس وبيوتهم فضلا عن حبس الحريات والحجر على التصرفات .. لكان خيرا وفي حالة الضعف والهوان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس قائلا ( من يؤيني حتى أبلغ رسالة ربي ) ونحن نريد ذلك على الأقل .
5- ومن قال بعدم الخروج على الحاكم الظالم أوالكافر المبدل للشرع فهذا أمر ثابت لايتغير إلى يوم القيامة فقد خرج الحسين رضي الله عنه وسعيد بن المسيب وعلماء كثيرون على مر العصور وقد خرجوا على الحكام المسلمين المطبقين للشرع لكن كانوا حكاما ظلمة أو فسقة فالخروج على الكافر من باب أولى بل هو الفرض الواجب أما اختيار شخص الحاكم المسلم بالانتخاب أو غيره فأمر متغير حسب تغير الواقع والأحوال والمراحل.... وأشكرك أخي الكريم على مداخلتك الطيبة والموضوع له تفصيلات أوسع من ذلك وآسف على الإطالة .