شئ وحيد لم انساه يوما قط صار
يلازمنى كظلى لا اعلم كم كان
عمرى يومهاكل ما حفر فى ذاكرتى
انى كنت ابكى ودموعى تنهمر بغزاره
ويدى الضعيفه تحاول التشبت بملابس ابى
والمطر ينهمر بغزارة ليختلط بادمعى
وربما كان هذا هو سر عشقى للمطر
وافتقادى لقطراته كلما غاب عن سمائى
كان ابى وامى كل ما يشغل تفكيرهم
تحميل بعض الاغراض المستعمله على
عربه استعداد للسفر الى العاصمه لذا
لم يلتفتوا الى دموعى ولم يستجيبوا
الى توسلاتى ولم يبالوا مطلقا باحاسيسى
فقط كان ابى من وقت لاخر يطمنى بكلمه
سنعود قريبا لناخذك معنا
وكنت انظر لامى من خلف دموعى فاراها
واسمعها تتحدث لابى هل نسينا شئ
ها هو السرير والدولاب والملابس
والكنبه والحصيرة
وبعض الذاد اعتقد اننا لم ننسى شئ
ويرد الاب بثقه اجل لم ننسى شئ
وتنطلق السياره والطفله مازالت فى مكانها
تترقب غيابهما عن عينيها
وتوقفت ادمعها وصمتت فما عاد يفيد البكاء
ولن تجدى التوسلات
وعاشت لا تعرف حضن غير حضن الجده
وخال قرر ان يتبناها مقابل ان تساعده
فى زراعه ارضه
وخال اخر قرر ان يمنحها الحق
كاغلب اطفال الريف
ولانه متعلم وفى السنه الرابعه
لكليه الهندسه
منحها شرف الابوة والمعلم والمرشد
وترجاها بلا تخزله يوما ما
ارسل الى والدها يطلب منه الحضور
وقال له من حقها ان تكون متعلمه
فهى ذكيه جدا وتفرأ وتكتب ببراعه
حتى قبل التحاقها بالمدرسه
ورفض الاب باصرار معللا ذلك بانه لا يملك المال
الكافى لتعليمهاهى الكبيره
اذا يجب ان تتعلم الخياطه لكى تساعد
فى مصاريف اخواتها الثلاثه
ولانها الكبيره يجب ان تضحى
ورفض الخال واعلن قراره للاب
ستتعلم بمساعدتى وستعمل فى الزراعه
مقابل اكلها وتعليمها
وهنا فقط شعر الاب بالراحه ووافق فورا
وانشغل برعايه ابنائه الاخرين والسهر على راحتهم
وتعليمهم
وهاهى تصمد وكلما بكت لشعورها بالوحده
كانت تردد البكاء لن يفيد
كانت تحاول الاجتهاد بكل الطرق
وان مرضت جدا دعت الله ان يشفيها
وان يرعاها فهو ارحم ممن البشر
واستمرت الايام
يوم تساعد الجده ويوم تذهب مع الخال للغيط
ويوم تساعد خاله فى كتابه محضراته
ويوم تلعب مع اطفال الشارع
وكانت لعبتها المفضله هى صناعة عرائس
من الطين وصناعه بيت للعروسين
ويوم ذهابها الى المدرسه للمرة الاولى
لم تستطع النوم لحظه كانها ذاهبه الى
جنة الفردوس حضنت المريله والشنطه
المصنوعه من القماش وحذائها
وكان كل تفكيرها ماذا سافعل غدا
وحين بدأت تخطوا اول خطواته
ا فى طريق المدرسه كان قلبها يرقص فرحا
وكم كانت فى قمة سعادتها
وهى تشعر بانها ملكه رقيقه فى مريلتها
وبسرعه تعرفت على الجميع فقد كان اغلبهم
اصدقاء الشارع
ولكنها اليوم معهم تشعر بشعور غريب انهم
اغلى وانفى مما كانت تظن
كانت تجلس فى الوسط ما بين بنت العمده
وبنت شيخ البلد
كانت رغم الفقر مميزه ويحرص الجميع
على معاملتها كأميره فقد كانت
اذكاهم واجملهم
وكان مدرس اللغه العربيه
يتفاخر بها دائما
كان الدرس المقرر أمل وعمر
وكان المدرس يقرأ جريدته ودخلت تلميذه
من الصف السادس تستسمحه بأن يشرح لها الدرس
لانها لا تستوعبه
فابتسم ونادى عايده
ممكن تقرأئ لها الدرس وتشرحيه
وبسرعه احتضنت عايدة الكتاب بحنان
وبدأت تفرأ بصوت مسموع
وبعد ذلك شرحت باسلوبها الدرس
تصفيق حاد من مدرس اللغه العربيه
تلاه تصفيق من تلاميذ الفصل بنين وبنات
وبدأ الجميع بالتقرب منها والحرص على ارضائها
كانت دائما تحترم المعلم جدا وتردد باستمرار
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد
المعلم ان يكون رسولا
ومن علمني حرفا .. صرت له عبدا
وكان استاذ سيد مدرس الحساب دائما
فاسى جدا لايبالى بمن لا يستجيب ولكن لا يرحم
مطلقا ذكى او مجتهد يقع فى خطأ ولو بسيط
فذات يوم نداها عايده تعالى هنا
حاضر يا استاذ
فين الهمزه اللى على الالف
وصعقت اسفه نسيتها بس ده
حساب يعنى الهمزة مش مهم
واجاب لا مهم
طيب 5+7 = كام
طبعا 12 يا استاذ
بس انت كتباها 2
اها نسيت الواحد
وثار المدرس وصرخ الواحد ده فى
خانه العشرات
وبدأ فى تحضير الفلكه وهى تصرخ
انا فاهمه بس نسيت
والفلكه دى عشان كل ما تنسى تفكرك
ومن يومها عمرى ما نسيت حرف ولا رقم
ومرت الايام وحدث مالم يكن فى الحسبان
رحمتها السماء وارادت لها السمو
ولكن لم ترحمها الذئاب البشريه
فهوت الى الى القاع
وظلت تهوى يوما بعد يوم وكيف لطفله
وحيده ان تنتصر على على مخالب تغرس
بلا رحمه فى برأتها
كبلها خوفها وقيدتها الطعنه وبدأت
تفقد حتى احب الاشياء الى قلبها
لقد كان درس الاستاذ لكى لا تنسى قاسيا
ولكن درس الحياة كان اشد قسوة
وها هى تكتب دون اى اعتبار
للاخطاء الاملائيه
انتظرونى فى يوميات جديدة