الأخ الحبيب الأستاذ أبو أحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اسمح لي يا أخي الحبيب هنا بهذه المداخلة التي لا أبتغي بها سوي وجه الله وليست للمراء ولا للغلبة وإنني أدعو الله كما كان يدعوه السلف أن يجعل الحق على لسانك حتي تهديني السبيل ولكن اسمح لي أن اختلف مع حضرتك في بعض المسائل :
1- أولا أن الدستور 71 لم يسقط بالنسبة لمسائل التشريع فالدستور هو هو بالنسبة لإختصاص مجلس الشعب بوضع القوانين والدستور هو هو فيما يخص المادة الثانية منه لم يتغير اي شئ بهذا الخصوص ، التغيير كله انحصر في مسألة انتخابات رئيس الجمهورية والرقابة القضائية على الإنتخابات واختصاص مجلس الشعب بالفصل في صحة عضوية اعضائه وبعض المسائل الأخري البعيدة تماما عن التشريع ولا زالت الأحكام القضائية تصدر باسم الشعب الذي يعتبر طبقا للدستور هو مصدر السلطات
2- مسألة أن العنصر الغالب في مجلسي الشعب والشوري كان للعلمانيين (ربما لم أفهم هذه العبارة ) ، إذ أعتقد أن مسالة الترشح للإنتخابات سابقة على تشكيل المجلسين ، بمعني أن اتخاذ القرار بالترشح ثم الترشح ثم النتيجة ثم ننظر ان كان العنصر الغالب هو العلمانيين أم الإسلاميين ، أم ماذا تقصد حضرتك . ربما حضرتك تقصد أن النتيجة كانت معروفة سلفا لأن الإنتخابات مزورة ، إذن بماذا تبرر نجاح كثير من الإسلاميين في دوائرهم واستطاعوا خلالها التنغيص على الحكومة في هذه الدوائر واظهار الوجه الحسن للسياسيين الإسلاميين وتحولت أغلب هذه الدوائر الي مؤيد للحركات الإسلامية بسبب هؤلاء النواب . وهل ما لا يدرك كله يترك كله ؟
3- بالنسبة لإنهيار الأجهزة القمعية فهل هذا مبرر للإفتاء ( بحرمة ) الخروج على الحاكم وماذا تقول حضرتك في الحديث ( خير الشهداء حمزة .............. إلي آخر الحديث ) وهل مقاومة هذه الأجهزة يكون بالإستسلام للنظام أم بالمقاومة الشرعية بكل وسيلة ممكنة لا يترتب عليها مفاسد أكبر .
4- أخيرا هل تعتقد حضرتك أنه ان سيطر الإسلاميين بالكامل على البرلمان بنسبة ثمانين في المائة مثلا هل تعتقد أن هذا يخدم قضية تطبيق الشريعة ؟ ولماذا إذن نجد تيارا مثل الإخوان المسلمين يكتفي بالترشح على عدد محدود من المقاعد . طالما أن حضرتك بتضع الواقع كعامل في تغيير الفتوي . ما هو الواقع الآن ؟ وهل خلاص حدث التمكين للمسلمين حتي يطبقوا الشريعة ؟
5- ماذا لو تم الغاء الإنتخابات بسبب الضغوط الخارجية أو بفعل من المجلس العسكري ؟ هل الواقع الجديد سوف يؤدي الي تغير الفتوي أيضا بحرمة الإنتخابات وحرمة المظاهرات وحرمة الخروج على الحاكم الجديد الذي سوف يكون في هذه الحالة أشد شراسة من ذي قبل واجهزة القمع عنده عسكرية وليست مدنية ؟
أرجو يا أخي أن أكون قد لمست بعض النقاط الجوهرية في الموضوع وأعوذ بالله من أن أكون منتصرا لفكري او لرأيي دون الحق . وإن شاء الله سوف يأت يوم تجمعنا وحدة عملية يمكن الله فيها لدينه في أرضنا .
جزاكم الله خيرا على سعة صدرك وبارك الله فيك على الموضوع الجميل