كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟



 
شباس أونلاينالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو أحمد بن عبدالله
أبو أحمد بن عبدالله



معلومات اضافية
الجنس : ذكر

العمل : كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟ Profes10

الاقامة : كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟ Egypt10

العمر : 62

عدد المشاركات : 185

تاريخ الانضمام : 30/10/2011

كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟ C13e6510

السيرة النبوية

كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟    7/12/2011, 6:01 pm

كيف تولد حقيقة الإيمان ؟
يقول ابن تيمية :
( فالإيمان لابد فيه من تصديق القلب وعمله وهذا معنى قول السلف الإيمان قول وعمل ثم إنه إذا تحقق القلب بالتصديق والمحبة التامة المتضمنة للإرادة التامة لزم وجود الأفعال الظاهرة فإن الإرادة الجازمة إذا اقترن بها القدرة التامة لزم وجود المراد قطعا وإنما ينتفي وجود الفعل لعدم كمال القدرة أو لعدم كمال الإرادة وإلا فمع كمالهما يجب وجود الفعل الاختياري فإذا أقر القلب إقرارا تاما بأن محمدا رسول الله وأحبه محبة تامة امتنع مع ذلك ألا يتكلم بالشهادتين مع قدرته على ذلك لكن إذا كان عاجزا لخوف أو نحوه لم يكن قادرا على النطق بهما ...ا.هـ
كما وضح شيخ الإسلام ابن تيمية: أن أصل الإيمان يتحقق بثلاثة أمور هي:
(1)العلم الضروري (2) التصديق (3) الالتزام والطاعة بقبول الشرائع ,
يبدأ الإيمان ( بالعلم والمعرفة ) إما أن لا يدخل القلب أصلا ( لم يؤمن )- أو يدخل القلب وعندها يتحقق 4 حالات : (1) إما أن ينقلع بالكلية (2) أو ينقلب شك (3) أو يبقى حديث نفس وخواطر قلبية (4) أو يستقر في القلب عقيدة راسخة ويقين جازم ( علم – صدق – يقين ) ,والحالات الثلاثة الأولى كفر أكبر مخرج من الملة حيث المحل ليس قابلا وفي الحالة الرابعة ( التصديق ) يقال إن القلب قد عقل العلم وضبطه حيث المحل قابل ( وهو الإيمان المقيد بالقول والاعتقاد والتصديق الجازم ولا يقبل إلا بالالتزام بالإسلام ) وإذا عقل القلب العلم وضبطه توجد حالتان : (1) إما أن يلقى موانع من الشبهات والشهوات مثل الكبر والإلف والعادة أو الحسد أو الخوف من ضياع الملك والجاه والمكانة والشرف وما إلى ذلك فلا يعطي موجبه من الموالاة والموافقة والانقياد .
فالعقيدة الراسخة أو التصديق لا يسمى إيمان لا لغة ولا شرعا :
قال تعالى [الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ] {الأنعام:20} [قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ] {الأنعام:33} [وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ] {النمل:14} [وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ] {هود:59} - حبري اليهود قالا نشهد أنك رسول الله قال صلى الله عليه وسلم فما يمنعكما من إتباعي قالوا نخشى أن تقتلنا يهود – أبو حارثة كبير وفد نجران منعه الأثرة وحب الدنيا- أبو سفيان وأبو جهل منعه الكبر والحسد- أبو طالب عم الرسول منعه أن تعيره قريش وكره الرغبة عن ملة عبد المطلب.
(2) أو لا يلقى موانع فإنه يعطي موجبه من الموالاة والموافقة والانقياد وهذه الموالاة والموافقة والانقياد معانٍ مستقرة في القلب ( حال في القلب : عمل قلبي ساكن ) يلزم عنها بالضرورة إرادات وعزيمة وانشراح في القلب ( عمل القلب- حركة ) ( قبول – إخلاص – انقياد - محبة ) بداية الإسلام.والإرادات مع القدرة (التامة ) يلزم عنها المرادات في الخارج من القول والعمل الظاهر وهو ( الالتزام بالشرائع ) بعدما أمضى فيه عزيمة .
فالإرادات لا تنتج إلا من خلال المعاني ,والمعاني لا تتجسد إلا من خلال الإرادات
كما ذكر شيخ الإسلام :( ولا ريب أن هذا العلم والتصديق قد يعتقده الإنسان فيعقله ويضبطه ويلتزم بموجبه وقد لا يعتقده ولا يضبطه ولا يلتزم بموجبه- وذلك لأن أصل الإيمان ما في القلب والأعمال الظاهرة لازمة لذلك ولا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان الذي في القلب فصار الإيمان متناولا للملزوم واللازم ) ا.هـ
وقال ابن القيم: (... والإسلام أمر وراء ذلك وأنه ليس هو المعرفة فقط ولا المعرفة والإقرار فقط بل المعرفة والإقرار والتزام طاعته ودينه ظاهرا وباطنا ) ا.هـ ,
وهنا نقطة غاية في الأهمية في الفهم وهي أن :
الإيمان بمعناه المقيد عند الاقتران له حالتان في استعمالات الكتاب والسنة :
(1)الحالة الأولى: أن يقف معنى الإيمان المقيد عند العقل والضبط مع إقرار اللسان ولا تدخل فيه المعاني القلبية بمعنى أن الإيمان قول: ظاهر وباطن- قول اللسان وقول القلب- ويكون الإسلام بمعناه المقيد شاملا للمعاني والإرادات والمرادات بمعنى أن الإسلام عمل (ظاهر وباطن-عمل القلب وعمل الجوارح) وفي هذه الحالة يمكن الانفكاك بين الإيمان والإسلام كما في قوله تعالى [وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ] {يوسف:106} [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللهِ وَبِاليَوْمِ الآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ] {البقرة:8} [الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ] {الأنعام:20} [الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] {البقرة:146} , ويكون دخول الملة بمجموعهما معا فهما منفكان معنىً ووجودا (حقيقة ) لكن لا يقبل أحدهما بدون الآخر- متلازمان لا ينفكان حكما
(2)الحالة الثانية: أن يشمل الإيمان المقيد العقل والضبط مع المعاني من الموافقة والموالاة والانقياد بمعنى الإيمان سر ( قول باطن وعمل باطن – قول القلب وعمله ) ويكون الإسلام بمعناه المقيد شاملا للإرادات والمرادات ولا يدخل فيه المعاني بمعنى الإسلام قول ظاهر وعمل ظاهر( قول اللسان وعمل الجوارح ) ويكون دخول الملة بمجموعهما وهذه الحالة لا تقبل الانفكاك حقيقة وحكما [الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ - فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم بشرك- أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ] {الأنعام:82} , فالظاهر من قول وعمل لابد له من قصد في الباطن لأن الظاهر هو التكييف الشرعي للفعل وهو الفعل الظاهر + القصد المقارن , كما في الحديث ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد ...) وكذلك حديث ( إنما الأعمال بالنيات...)
كذلك المعاني لا تنفك عن الإرادات ولو في حال العجز المطلق لقيام النية مكان العمل وأن العمل في حال العجز يجزئ فيه تمرير حركاته وهيئاته وتلاوته على القلب دون حركة بالجوارح أو نطق باللسان كما في الصلاة في شدة المرض وعند الاحتضار .
مثل ابن تيمية ذلك بمثال الحبة ( البذرة ) والأرض وقال تعالى[أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ] {إبراهيم:24} .
1- فالبذرة هي العلم -2- والأرض عمل القلب-3- والظاهر من ساق وأوراق وثمار هي المراد عمل الجوارح
* إذا توفرت شروط الإنبات للبذرة يتكون الظاهر
* وجود الثمار دليل على وجود البذرة والساق والأوراق ( الظاهر دليل على الباطن وحاكم عليه)
* عدم وجود الظاهر معناه وجود احتمالات:
(1)عدم وجود البذرة
(2 ) عدم توفر شروط الإنبات مع صلاح البذرة
(3) وجود بذرة فاسدة غير صالحة - موانع الإنبات مثل تربة جيرية مالحة رملية ..
عدم وجود مياه لكن مع انتفاء موانع الإنبات وصلاح البذرة في باطن الأرض يلزم عنه ضرورة ظهور الظاهر من ساق وأوراق وثمار
أي أن صلاح الباطن ( القلب ) يلزم عنه صلاح الظاهر( الجسد والجوارح) وفساد الظاهر دليل :– فساد الباطن أو العلم – أو عدم وجود العلم – أو وجود العلم مع موانع لشبهة أو شهوة وإذا صلح باطن الإنسان ( إرادة قلبه ) مع عدم الموانع من إكراه أو عوارض يلزم 100 % ظهور أعمال الجوارح .
علم صحيح + قلب صحيح - بذرة صالحة + أرض صالحة يستلزم المرادات من الظاهر
بذرة صالحة + أرض فاسدة
بذرة فاسدة + أرض صالحة
بذرة فاسدة + أرض فاسدة
لن يعطي المراد من أعنال الجوارح
فحقيقة الإيمان :
هي العلم مع ثقة ( إقرار) وطمأنينة ورضا وحب وركون واستمساك يعطي موجبه من الموافقة والموالاة والانقياد التي يلزم عنها ضرورة إرادة قلبية جازمة ومع توفر القدرة يلزم عنها وجود المرادات من العمل الظاهر لا يتخلف البدن عن إرادة القلب قط . مثال آخر لذلك: الجنين في بطن أمه لا يسمى إنسانا ولا ينفخ فيه الروح حتى يكتمل خلقه [وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ(12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ(13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ(14) ]. {المؤمنون}. , بعد أن كان نطفة- فعلقة- فمضغة... وهو يولد إنسان فلا يسمى الذراع إنسان ولا اليد إنسان إنما الإنسان إنسان بما فيه من حياة ومن روح وبدن يصح أن يسمى بمجموعها إنسان وإلا كان مسخا ولهذا قرر ابن تيمية وغيره : ( أن علم القلب لا ينفع صاحبه حتى يقترن به عمل القلب... وإقرار اللسان لا ينفع صاحبه حتى يقترن به الانقياد للشرع... )ا.هـ
وقال ابن تيمية : في الإيمان 286 ( فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام إلا بهما لأن الشفتين تجمع الحروف واللسان يظهر الكلام وفي سقوط أحدهما بطلان الكلام وكذلك في سقوط العمل ذهاب الإيمان ولذلك حين عدد الله نعمه على الإنسان بالكلام ذكر الشفتين مع اللسان في قوله تعالى [أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ(8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ(9) ]. {البلد}. , بمعنى ألم نجعله ناظرا متكلما فعبر عن الكلام باللسان والشفتين لأن الكلام الذي حدث به النعمة لا يتم إلا بهما وأيضا فإن الله قد جعل ضد الإسلام والإيمان واحدا فلولا أنهما كشيء واحد في الحكم والمعنى ما كان ضدهما واحدا فقال[كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {آل عمران:86} وقال [وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا المَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] {آل عمران:80} , فجعل ضدهما الكفر ) ا.هـ
مثل ابن تيمية وغيره الإسلام من الإيمان في المعنى والحكم كمثل : الشهادتين- الحبة أو البذرة أو الشجرة – القلب في الجسم – الكلام بالشفتين واللسان .
والصورة العملية للوقوع في حقيقة الإسلام أو الإيمان للنجاة في الآخرة هي :
( الإقرار بالإسلام مع الخلو من النواقض المخرجة من الملة ) ... لماذا ؟
- ليكون الإثبات أقل ما يتحقق به النفي - ولتأكيد الإثبات والنفي
- ولأن الاجتناب أو النفي يتماثل والإتيان أو الإثبات يتفاضل
مع التحية
جزاك الله خير
صبري شرف
صبري شرف



معلومات اضافية
الجنس : ذكر

العمل : كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟ Office10

الاقامة : كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟ Soudia10

العمر : 37

عدد المشاركات : 351

تاريخ الانضمام : 13/05/2011

كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟ C13e6510

السيرة النبوية

رد: كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟    7/12/2011, 8:20 pm

جزاك الله خير
أبو أحمد بن عبدالله
أبو أحمد بن عبدالله



معلومات اضافية
الجنس : ذكر

العمل : كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟ Profes10

الاقامة : كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟ Egypt10

العمر : 62

عدد المشاركات : 185

تاريخ الانضمام : 30/10/2011

كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟ C13e6510

السيرة النبوية

رد: كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟    8/12/2011, 12:00 pm

وجزاكم الله خيرا
وفق الله الجميع لفهم هذه القاعدة جيدا
 

كيف يولد الإيمان الحقيقي ؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» كم عمر عقلك الحقيقي؟
» الصديق الحقيقي
» المغزي الحقيقي لانسحاب البرادعي من سباق الرئاسة
» هل يصح الإيمان في القلب يدون القول والعمل ؟
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أبناء شباس عمير :: القسم الدينى ::   :: دروس ومواعظ دينية-

جميع المشاركات والمواضيع في منتدي أبناء شباس عمير تعبر عن وجهة نظر كاتبها|جميع الحقوق محفوظة لمنتدى أبناء شباس عمير 2011

 

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع