هل يجوز كتمان الدين ؟ وهل يجوز الكفر والشرك والتحول عن الدين الحق ؟
هذا هو الفرق بين النطق بكلمة الكفر للإكراه الملجئ وعدم الاستجابة للكفر والشرك أو التقريب للصنم ولو ذبابا ( اليسير من المال ) لأن القول قد لا يترتب عليه أثره بالضرورة
أما فعل الكفر والشرك فيترتب عليه أثره فلا يجوز الكفر أو الشرك بالله أو التحول عن الدين الحق أبدا ,
والذي يكتم دينه لا يجوز له إظهار الدين الباطل ولا يمنع ذلك من الصلاة والزكاة والوضوء والاغتسال من الجنابة...فمن باب أولى لا يمنع الإقرار بالشهادتين وترك الكفر والشرك والتزام التوحيد ,
يقول ابن تيمية:
( وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر...) ا.هـ
وهكذا لا يجوز التحول عن الدين بالشرك والكفر بعد إعلان الدين , قال تعالى [قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّنَا ] [مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ ]
وأما قبل الإعلان فيجوز للمسلم أن يكتم إيمانه : حديث نعيم بن مسعود (خذل عنا ) ومؤمن آل فرعون ولكن كتمان الدين الحق شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر لا يجوز قط
يقول ابن تيمية :
( بل المسلم يكون أسيرا في بلاد الكفر ولا أحد يكرهه على كلمة الكفر ولا يقولها ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه بل يكتم ما في قلبه وفرق بين الكذب وبين الكتمان فكتمان ما في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الله تعالى في الإظهار كمؤمن آل فرعون أما الذي يتكلم بالكفر فلا يعذره إلا إذا أكره والمنافق الكذاب لا يعذر بحال ولكن في المعاريض مندوحة من الكذب ) ا.هـ
ويقول ابن تيمية :
( فمن قال بلسانه كلمة الكفر من غير حاجة عامدا لها عالما بأنها كلمة كفر فإنه يكفر بذلك ظاهرا وباطنا ) ا.هـ
*****