د.صابر شهاب عضو مجلس أمناء حكومة ظل شباب الثورة يكتب:
إسقاط النظام ...(بين إدراك اللفظ وغياب المعنى ) (3)
بعد مرور عام على الثورة المصرية نقف الآن على حقيقة لا تقبل الجدل.... ألآوهى أن النظام لم يسقط ...ولم يسقط سوى مبارك كلاعب أساسى في النظام وبقى نظامه... وعلى قدر أنها أصبحت حقيقة لا تقبل الجدل فقد كان الحديث عنها جدلا لا يقترب من الحقيقة يوم أن سقط مبارك... وعلى قدر التوفيق والعبقرية فى إدراك اللفظ (إسقاط النظام ) من خلال الثورة التى هى إنقلاب على الدستور ونظام الحكم والمفاهيم إلا أن المعنى لم يكن حاضراً عند إعلان التخلى و أقصد تخلى المجلس العسكرى عن مبارك وليس تخليه هوعن الحكم .
فقد كان بياناً باهتاً يشكك أكثر من أن يطمئن ويٌفهم منه أكثر مما يفُهم فقد كان المعنى غائباً تماماً أمام مشهد سقوط الفرعون الأخير... و بين تحية الفنجرى للشهداء... و بيان عمر سليمان الموجز وربما المخل... تعالوا نستذكر البيان (...فقد قرر السيد الرئيس محمد حسنى مبارك تخلية عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بادارة شئون البلاد) نحدد بالكلمات (السيد الرئيس) (تخليه عن منصب رئيس الجمهورية )(وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بادارة شئون البلاد) والاسئلة كثيرة... هل لهذه اللحظة مازال السيد الرئيس؟؟؟ ثانياً تخليه عن منصب رئيس الجمهورية لايوجد فى دستور أوقانون مصر لفظ تخلى اذن هل هو انقلاب أم ماذا؟؟؟ ثالثاً تكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بادارة شئون البلاد(خطأ دستورى يجب أن يتولى السلطة رئيس المحكمة الدستورية العليا لايوجد نص بتسليم السلطة للعسكر دستورياً هذه واحده الاهم من الذى كلف هل ما زال لديه سلطة تكليف الى هذه اللحظة (اعطاء من لا يملك لمن لا يستحق) اذن هو انقلاب؟؟؟ و هل المجلس العسكرى من مهامه حكم البلاد أم حماية البلاد من الاخطار الخارجية خصوصاً ومكانه الطبيعى على الحدود لا لا هو أكيد انقلاب ........؟؟؟؟؟؟؟
ياالله لقد تذكرت قالها عمر سليمان يوم الثلاثاء الماضى فى معرض اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة(اما المفاوضات مع النظام واما الانقلاب)أى قبل 11 فبراير بثلاثة ايام......... الان ندرك؟؟؟ معقول؟؟؟
لا أخفى عليكم ولن أبالغ حينما أصف فرحة المصريين العارمة بهذا البيان والذى من شدة الفرح لم أستمع جيدا لنصه والضجيج يملئ التحرير ولم اتمكن من سماعه الابعد عدة دقائق خلالها فهمت أنه تنحى سمعت البيان مباشر بأذنى انتابنى الشك والريبة تكلمت لمن كان حولى حينما قرروا الرحيل من الميدان وكانت مجموعة تكلمت مع د. علاء الأسوانى الى اين نمشى أسمعت البيان ؟ليس فيه مايطمأن طمأننى الرجل وقال مبارك انتهى وكل شىء سيصلح حذرته من الجيش طمأننى لن يأتى فرعون أخر, مبارك سيصبح عبرة ولا أحد يجرؤا على الطمع فى السلطة الكل ادرك يقظة الشعب ولا أحد يستطيع الالتفاف عليه وكل أموالنا سترجع الينا حاولت أن أقنع نفسى بكلامه فالميدان به عدة ملايين بخلاف القصر الجمهورى والمحاصريين له وبخلاف من كانوا فى شوارع القاهرة وجميع ميادين مصر والتى تقدر ب30مليون مصرى مشهد تاريخى بكل الكلمة شعارات أطلقت (الشعب و الجيش ايد واحدة) و كأننا لم نكن تحت حكم العسكر طيلة 60عاماً ماذا يحدث.......حاولت مرة ثانية أن أقتنع وان أفرح مثل جميع المصريين رجعت الى منزلى أخذت أسرتى بكاملها وعدنا لنحتفل بالحدث التاريخى مع جموع المصريين حتى الصباح بينما تتصدر عناويين صحف القاهرة (الشعب أسقط النظام)؟؟؟؟؟
لا أدرى أهى سطحية أم سذاجة الشعب المصرى هى التى جعلت الموقف يؤول إلى ذلك؟... أم عاطفيته ؟...وربما عبقريته؟ بادعاء الحفاظ على كيان الدولة من السقوط اذا سقط النظام فهو أزاح رأس النظام وإستبقى النظام الذى ثارعليه وهذه اعجوبة المصريين والمٌصَريين على نهج الطرق الطويلة والوعرة والتعرض لمتعرجاتها والتعرض للمشقة من طول الطريق وقطاع الطرق إيثارا للسلامة الوقتية وعدم حب الدفع مقدماً أو ربما للحفاظ على كيان الدولة والخوف على الدولة من السقوط ...ويبدو ذلك متجزراً لدى المصريين فى تاريخهم الطويل و حبهم للمدنية و نفرتهم من التصادم و خوفهم على دولتهم وعدم المجازفة وعدم الرهان إلاعلى المضمون والخوف من المجهول و على صبرهم المريرعلى حكامهم وعلى كيانهم الإجتماعى فهذه عبقرية كما يحلو للبعض أن يسميها وكان من البديهى أن يوجه البعض لذات العبقرية سؤالاً قبل الثورة (لماذا لا يثور المصريون)؟
ما يؤلمنى أن الثورات لا تتأتى كلما نحب..., فقط هى على موعد مع القدر... فى لحظة فارقة... تنجح حينما يكون الشعب واع ومستعد وعلى درجة عالية من الادراك ولذلك فأن معظم الثورات تفشل... وقديما قالوا انصاف الثورات مقابر الشهداء... اللحظات الفارقة والمفصلية فى التاريخ قليلة وغير متكررة... ولا أظن أن تكررت مثل هذه الفرصة للمصريين ربما الا حينما عزلوا خورشيد باشا (والى مصر من قبل السلطان العثمانى)ووافق السلطان نتيجة الحراك الشعبى المصرى ووافق أن يختاروا هم من يرونه وبالفعل اختاروا محمد على ووافق السلطان العثمانى عليه.... لماذا لم تسلموها لعمرمكرم الزعيم المصرى؟ ولا للشيخ الشرقاوى من أكابرعلماء الازهر؟ وسلموها لعسكرى ...غير مصرى...لايقرأ ولا يكتب... ايه الحكاية مع العسكر... يبدوا اننا ربما نخصص كلمة عن حكايتنا مع العسكروحتى لا نخرج عن الموضوع .
كل هذا يعنى أننا تحت حكم العسكر من 216 سنة أشدهم تدميراً ال60 سنة الاخيرة دمرت الانسان والبيئة والمجتمع والثقافة وبالتأكيد الاقتصاد (قارنوا قيمة الجنية المصرى أيام الملك فاروق بالجمهوريات الثلاثة )واشتدت الى ان وصلت للأسف مع كل هذا الضياع الى وضع إقتصادى منهوب ووضع سياسى مأزوم ووضع إجتماعي مهموم ووضع علمى متردى ووضع ثقافى متهاوى ووضع سياسى مظلم وقبيح ومزرى ربما ترك أثارة النفسيةعلى الشخصية المصرية ....بمعنى أن المصريين لم يكن لديهم ما يخافون عليه حتى يعملوا ثورة كاملة ناجحة تقضى على أعدائها وتستلم السلطة وتحقق أهدافها تدريجياً ومن اليوم الأول يدرك الجميع التغيير وبتقدم الخطى يحدث التغيير الكامل والانقلاب الكلى على النظام السابق ويتحقق المعنى (اسقاط النظام).
وإذا كانت هذه العبقرية تمثلت فى الحفاظ على النظام التى ثارت عليه فهى نفس العبقرية التى صنعت المأزق التى وضعتنا فيه وهو ثورة لم تستلم السلطة بل سلمتها للنظام التى نادت باسقاطه.... اذن الان نفهم معنى الثورة المضادة والمحاكم العسكرية للثوار والمحاكم المدنية للنظام السابق والارتداد على الثورة والثوار والتشوية المستمر وتلفيق قضايا بلطجة للثوار وتشويه صورة الثورة والثوار اعلامياً والحديث الممل عن وقف عجلة الانتاج والفزاعة الاقتصادية وحقيقة ماحدث من كوارث ربما لايدرى بها البعض بسبب التعتييم الاعلامى تارة والتضليل الاعلامى تارة أخرى بدءاًمن كشف العذرية فى مارس مروراً باحداث8ابريل(ضباط8 ابريل)وأحداث مسرح البالون واحاث العباسية واحداث السفارة وأحداث وزارة الدفاع وأحدث ماسبيرو ثم حروب محمد محمود واستخدام الغازات المحتوية على الكلور والفسفور الابيض الحارق واليورانيوم المنضب و حروب مجلس الوزراء واحراق المجمع العلمى وتلفيقة للثوار ثم تعدلها وتلفيقة للبلطجية ومسلسل تعرية النساء والذى ادى فى الحقيقة لتعرية المجلس العسكرى وتكشف أنه هو الثورة المضادة وهو الطرف الثالث وما بين 25 يناير الى ديسمبر الكثيرو الكثير لايتسع لها المقام الان.....
وعليه يبقى الموقف السياسى فى حالة من التأزم تقتضى الحراك الشعبى القوى والحضور الجماهيرى الواسع لسنوات أرجوا أن تكون قليلة هذه الإشكالية وهذا المأزق او قل هذه العبقرية (الشخصية المصرية الفريدة ) كما يحلو للبعض تضع امامنا مهام كثيرة وإنجازات هامة لن تتحقق على المدى القصيرقطعاً بل هناك اشياء سوف تنجز على المدى القصير وأشياء أخرى على المدى الطويل وهو ما اشرنا ربما إليه ربما فى مقالات سابقة (الشرعية الحائرة والتطلع للشرعية الكاملة أو طريق النضال السياسي وسنة أولى ثورة ودورالحراك الشعبى فى نقل السلطة وصولاً للشرعية الكاملة والشرعية المستقرة .والحقيقية جائتنى رسائل من المقال الاولى تحمل اسئلة ربما أكثر واطول من المقال الأول بالرغم اننى كنت مصمم ان اختصر المقال من 10 :15 سطراً فكان هذا سبب عدم الاسهاب وكنت أرشد القراء لمتابعة باقى المقالات لاننى اعرف ان هناك أمور كثيرة لم تكن واضحة وعندما تكون واضحة سوف تتطلب مزيد من إدراك حجم المسؤلية (الصعوبة) فى تصور الواقع الذى نعيشة سيفاجىء بها القراء
فلم يكن من المناسب ولا المعقول أن اتكلم فى اول موضوع عن كل شئ وفضلنا ان نمشى خطوة بخطوة لنستوعب المسؤلية ولندرك اللحظة الحرجة التى نعيشها و إذا أعدنا قراءة المقالات السابقة لمرة ثانية ربما تجيب الآن عن أسئلة كثيرة وعلى سبيل المثال عندما قلنا أن شرعية البرلمان حائرة وشرعية الميدان ساهرة وحارثة وقائمة علق بعض الشباب (يعنى هنقعد فى الميدان على طول ) وتم الرد عليه( لأ طبعاً لكن لازم نكون صاحيين على طول) وهو ما أشرنا إليه بدور الأمة الواعية المستمر فى المياديين المختلفة على الإطلاق حتى تتم الشرعية الكاملة والبناء الكامل , ومستمر بالوعى والحضور والمراقبة والتحفز للمسار والقدرة على الاستدعاء حتى تتم التنمية الشاملة والمستدامة .
أرأيتم عبقرية المصريين ماذا ألقت, ألقت على ظهورنا وأمامنا عثرات ومسؤليات ومعوقات وربما ألغام لابد من رفعها حتى نسلك الطريق فإسقاط النظام ليس أمراً يمكن الاستغناء عنه أو استبدالة بأمور أخرى بديلة لأنه نظام سرطانى إن لم تستئصلة قتلك فهو نظام استمر60 عاماًعلى الاقل ولن يسلم بسهولة فهو يدرك معنى السلطة ومزاياالسلطة ولا يستطيع الحياة بدون السلطة أو بعيداً عن بريقهااللامع وعطرها الأخاذ... فهذا يعنى نهايتة... ولذلك هويحارب معركته الاخيرة بأسماء مختلفة أومختلقة (الحفاظ على النظام)(عدم اسقاط الدولة)(هيبة الدولة)(قضايا الأمن القومى) والحقيقة أن حقوق المواطن هى الأمن القومى وكرامة المواطن هى الأمن القومى والا دعونى أسأل الأمن القومى لمن؟ للقادة؟؟؟... أم للمواطن؟؟؟
فلابد من العمل على إسقاط النظام باستراتيجية شرعية قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد وهذا انما يكون لسببين: 1.تجزر الفساد الادارى فى مفاصل المؤسسات والنظام البيروقراطى للدولة حتى المستوى الادنى
2. الامر الاخرهو ماهية الطريقة التى يكون بها إسقاط النظام دون ان يسقطوا( هم) الدولة وهذة قد تكون (العبقرية الحقيقية) خصوصاً مع الاجهزة الامنية وهى اكثرها خطورة فهى تفهم معنى الفوضى وصناعة الفوضى وإدارة الفوضى وتعرف معنى الأزمة وصناعة الأزمة وإدارة الأزمة وهى اجهزة مارست الفساد والإفساد والإرهاب وإستخدام ملفات الطائفية والفوضى الامنية (البلطجية) وادارتها وقادرة على احراق الوطن لايهمها فى ذلك الا المصلحة المحدودة وربما الشخصية لبعض الافراد.....
وحتى يسقط النظام يبقى أن نقول:
1. لابد من وضوح الرؤية لدى الشباب حتى يتقدموا فى الاتجاة الصحيح لا أن يتناحروا ويختلفوا ويخون بعضهم بعضاً ويكونوا لعبة فى يد النظام السابق يضرب بعضهم بعضا وهو أفضل سيناريوا للقضاء على الثورة
2. ازاحة أى دور سياسى للقوات المسلحة وعودة الجيش لثكناته دون أى صلاحيات والضغط للتعجيل بنقل السلطة
3. البحث عن الطريق الأمثل للتعامل مع الأجهزة الأمنية( اعادة هيكلة ؟ أم اعادة بناء؟)
4. تطهير واستقلال القضاء
5. تطهيرواستقلال الاعلام
6. محاكمة رموز النظام السابق بتهم الخيانة العظمى والفساد السياسى
7. فتح ملفات الفساد والخصخصة
8. محاكمة قتلة الثوار بدءاً من 25 يناير حتى أحداث مجلس الوزراء
9. الافراج عن جميع السجناء السياسيين والمحاكمون أمام محاكم عسكرية ومحاكم أمن الدولة واعادة محاكمتهم امام قاضيهم الطبيعى
10. القضاء الكامل على ظاهرة البلطجة
للتفاعل:
مطلوب دراسات حول ايجاد حلول علمية لهذة الموضوعات ال 10 من يجد فى نفسه القدرة العلمية على تقديم دراسة عن امكانيات الحلول العلمية والعملية عن أى من هذه النقاط فيسعدنا التواصل والتفاعل والمشاركة ويمكننا تجهييز ورش عمل مع الخبراءوالعلماء فى شتى المجالات.
د. صابر شهاب
القاهرة فى 12/1/2012
نرحب بالمشاركات والأسئلة ونعدكم بالرد من خلال الصفحة أو من خلال البريد الالكترونى الخاص :
Shehab_pharma@hotmail.com