المناط الثاني : الكره والإنكار مع العزلة الجزئية
في شعب الإيمان - (10 / 11)
7097 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَيَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ بَعْدِي، تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نُقَاتِلُهُمْ ؟ قَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا " قَالَ قَتَادَةُ: " يَعْنِي مَنْ أَنْكَرَ بِقَلْبِهِ وَكَرِهَ بِقَلْبِهِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، وَرُوِّينَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ: " فَمَنْ أَنْكَرَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ بَرِئَ ": وَقَدْ ذَهَبَ زَمَانُ هَذِهِ، " وَمَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ " فَقَدْ جَاءَ زَمَانُ هَذِهِ )
وفي شعب الإيمان - (10 / 14)
7100 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ أُمَرَاءُ تَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمُ الْقُلُوبُ، وَتَلِينُ لَهُمُ الْجُلُودُ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَشْمَئِزُّ مِنْهُمُ الْقُلُوبُ، وَتَقْشَعِرُّ مِنْهُمُ الْجُلُودُ " وَقَالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَنُقَاتِلُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " لَا مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ "
وفي صحيح مسلم ـ تح عبد الباقي - (3 / 1480)
( 1854 ) عن أم سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن نكر سلم ولكن من رضي وتابع ) قالوا أفلا نقاتلهم ؟ قال ( لا ما صلوا )
وفي مسند أحمد بن حنبل - (6 / 305)
26648 - عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( سيكون أمراء تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رغب وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا الصلاة )
وفي مسند ابن المبارك (1 / 148)
242- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ , قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ فَتَعْرِفُونَ حَقَّهُمْ وَتُنْكِرُونَ , فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ نَجَا , وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ , وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ , قَالَ : فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ , أَلاَ نُقَاتِلُهُمْ ؟ قَالَ : لاَ , مَا صَلَّوْا )
243- عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ , وَكَانَ ابْنَ عَمِّ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ : سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ , يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ : خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ مَنْ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ , وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ , وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ , وَيُبْغِضُونَكُمْ , وَتَلْعَنُونَهُمْ , وَيَلْعَنُونَكُمْ . قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ , أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لاَ ، مَا أَقَامُوا الصَّلاَةَ , أَلاَ وَمَنْ وُلِّيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ , فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ , وَلاَ يَنْزعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ )
وعند مسلم 6/24
(4910 ) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ « لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ».
وفي المعجم الكبير للطبراني - (9 / 252)
10811 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( سَيَكُونُ أُمَرَاءٌ يُعْرَفُونَ وَيُنْكَرُونَ، فَمَنْ نابذَهُمْ نَجَا، وَمَنِ اعْتَزَلَهُمْ سَلِمَ، وَمَنْ خالَطَهُمْ هَلَكَ.)
وفي مصنف ابن أبي شيبة - (15 / 243)
38898- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ ، فَمَنْ بَارَأَهُمْ نَجَا ، وَمَنِ اعْتَزَلَهُمْ سَلِمَ ، أَوْ كَادَ ، وَمَنْ خَالَطَهُمْ هَلَكَ.)
وفي معجم ابن الأعرابي 340 - (1 / 257)
256- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( كَانَتْ أَنْبِيَاءُ ، وَبَعْدَ الأَنْبِيَاءِ خُلَفَاءُ يَهْدُونَ بِهَدْيِهِمْ ، وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِمْ ، وَيَعْمَلُونَ بِأَعْمَالِهِمْ ، وَكَانَ بَعْدَ الْخُلَفَاءِ مُلُوكٌ يُخَالِفُونَ أَعْمَالَهُمْ بِأَهْوَائِهِمْ ، فَمَنْ بَارَأَهُمْ نَجَا ، وَمَنِ اعْتَزَلَهُمْ سَلِمَ ، وَمَنْ بَاشَرَهُمْ هَلَكَ )
وفي شرح السنة 516 - (14 / 61)
وَصَحَّ عَنْ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ.)
وفي السنن الكبرى للنسائي - (8 / 81)
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لاَ يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلاَّ أَ كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ )
وفي مسند البزار - (2 / 69)
3857 ـ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : ( الأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَلِي عَلَيْهِمْ حَقٌّ ، وَلَهُمْ عَلَيْكُمْ حَقٌّ مَا فَعَلُوا بِثَلاثٍ : مَا اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا ، وَحَكَمُوا فَعَدَلُوا ، وَعَقَدُوا فَوَفَّوْا ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ، وَالْمَلائِكَةِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. )
وفي صحيح البخاري ـ تح البغا - (3 / 1289)
3309 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد ابن جبير بن مطعم يحدث : أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله تعالى ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين )
فهنا موقف ومناط آخر غير الصبر وهو الكره والإنكار والاعتزال الجزئي فيما يخالفون الله فيه فقط (فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ )
( ما أقاموا الصلاة ) ( لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ ) مختصة بهذا المناط فقط وليس عموما وشرطه ( تعرفون منهم وتنكرون ) وقدم تعرفون لأنه أكثر وما تنكرونه منهم قليل
( ولكن من رضي وتابع ) ( ولكن من رغب وتابع ) فمن رضي أو رغب وتابعهم على معاصيهم فعليه من الإثم والوزر مثلهم لا ينقص من أوزارهم شيئا
( من نابذهم نجا ومن خالطهم أو باشرهم هلك ) والمنابذة هنا بالقلب واللسان فقط وليست بالسيف لأنه نفى عنهم القتال ( ألا نقاتلهم قال لا ما أقاموا الصلاة ) وأقاموا الصلاة يعني ألزموا الرعية بإقامتها فيعاقب من لا يصلي أو من يخالف الشرع لأن المقصود إقامة الدين ( ما أقاموا الدين )
أما أن يتركوا الناس من أراد الصلاة صلى أو لا يصلى فهو حر وحتى المساجد أوقاف من تبرعات الناس ولا تقيمها الدولة فلا يسمى هؤلاء أقاموا الصلاة وكذا غيرها من شرائع الدين فهو لم يلزم الناس بإقامة الدين وشرائعه من صلاة وصيام وزكاة وغيرها
كما قال تعالى [لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا] {النساء:162} ( والمقيمين الصلاة ) بالنصب أو الخفض وليس بالرفع مع أنها معطوفة على مرفوع وتفسيرها ( وأخص المقيمين الصلاة ) والمقصود بهم الأنبياء وعبر عنهم بالمقيمين الصلاة فيسوسون ويلزمون بها الناس كما فسروها بذلك والمقصود إقامة الدين وشرائعه الظاهرة وبخاصة الصلاة فـ ( ما أقاموا الصلاة ) مختصة بهذا المناط فقط بالحاكم المسلم المقيم للدين وشرائعه الظاهرة كما فسرها الرسول صلى الله غليه وسلم (قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ : لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ ) أما من نحى الشرع وأقصاه وتولى بغير ولاية الإسلام فوالى اليهود والصليبيين والمشركين ويقاتل المسلمين ويشردهم ويفتنهم عن دينهم ويعتقلهم ويصد عن سبيل الله ثم من شاء صلى أو لم يصل فلا يسمى هذا الحاكم مقيما للصلاة وشرائع الدين ويحتاج موقف آخر لا يكفيه الصبر والإنكار
فالمناط الثاني هو الكره والإنكار مع بعض الاعتزال الجزئي مع بعض المنابذة دون المنابذة بالسيف
يـتـبــع