http://www.alamatonline.net/l3.php?id=41734
إذا كان فصال ثورتنا في عامين فهاهو يقترب الأجل ، وأدع الله أن يكون ذلك الميعاد هو وقت بلوغ كافة التيارات الإسلامية رشدها السياسي ، فتعلم جميعا أن تحالفها هو الراجح من الرأي ، وأن تناحرها لاريب فيه خسران للجميع ، سمعت أحد قادة التيارات الإسلامية في معرض اجابته عن سؤال استنكاري لعدم التوحد تحت راية واحدة في الإنتخابات التشريعية الأخيرة يقول : لاضير .. فأكثر من حزب يمثلون اليسار وأكثرمنهم في اليمين ، والحقيقة أن هذا التوجه إن كان مقبولا مع التحفظات في مطلع الثورة فهو الآن مرجوح من كافة الجوانب ، يعزز من فكرة التوحد بين الإسلاميين الذين لا يفرق بينهم اليوم سوي النظرة الي الخلف توحد الليبراليين واليساريين والفلول وأصحاب الأعمال الذين ضربوا بينهم وبين الماضي سورا فلم يقفوا عند خلافات الأيديولوجية ولم تمنعهم عن الإلتقاء كراهية وبغضاء عمت أوساطهم ثلاثين عاما تنافسوا خلالها أيهم أقرب للمخلوع ، فكيف بنا مع من أمرهم الله بالتوحد والقتال في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص والحديث هنا لكل المسلمين على اختلاف افكارهم حتي أولئك الذين يميلون لغير القوي الإسلامية المعروضة في الساحة السياسية لعموم قول الله سبحانه " إنما المؤمنون إخوة " فالنداء إذن لعموم المسلمين إخوانا وسلفيين .. يساريين وليبراليين .. للمسلمين كافة ، غير أن المنافسة السياسية التي هى رأس الأمر وعموده في الديمقراطية قد فرضت تمايزا بين من يطالبون بتطبيق الشريعة و من يصفون أهلها بقوي الظلام وبين من يحفزون الإستثمار الخارجي ومن يخوفونه ، بين من تشغلهم هموم الكادحين ومن يتلصصون إلي ثراء تحرسه حاجة الفقراء ، فلا مناص اذن من التمييز في نداء الوحدة بين القوي الإسلامية وبين غيرها من القوي التي كلما ذكر الله وحده ولوا على أدبارهم نفورا .
لعل عامين من التنافس بين قوي الإسلام السياسي كانا كافيين ليشبع كل فصيل رغبته في التميز والإستقلال بل ورغبته في المراجعة و التبين قبل أن ينخرط في سلك يجمعه مع من كان بالأمس موصوما بالرأي الفاسد والفكر المنحرف ، عامان مرا على الإسلاميين فرقتهم خلالهما المغانم واتحدوا عندما كادت دولة الفلول أن تعود ، فكانت نعما هى وحدة زلزل وقع أقدامهم عندها أرض المتربصين فنصروا بالرعب لا بقوتهم عندما بلغت القلوب بالعسكر الحناجر فحلوا مجلس الشعب وكشفوا عن وجههم الحقيقي باصدارهم الإعلان المكمل يقينا منهم أن تلك الوحدة بين فصائل العمل الإسلامي لا تنتج إلا فتحا مبينا ، وقد كان والحمد لله .
لعله قد أصبح من نافلة القول بيان أن كل القوي السياسية قد تمحور ارتكازها حول الهجوم على الإسلاميين ، وتمايزت غاية التيارين تمام التمايز ، فهتافهم " حنجيب الإسلاميين الأرض " و برامجهم هى " مقاومة المد الإسلامي " ومن بعد لا شيئ يهم من فكر ولا من عمل و لا حتي من مواجهة أعداء في الخارج يتربصون .
إن الخلافات بين التيارات الإسلامية على ما أعلم أقل كثيرا من نقاط الإتفاق ، وعند الله مغانم كثيرة ، لعل أدناها مغانم السياسة ، وأعلاها يحصل من اخلاص النية لله ولتكون كلمته هى العليا ، وإن أخوة المؤمنين فرض لازم بنص القرآن وهى الحصن المنيع على من يريدون البقاء جاثمين على صدر بلادنا الحبيبة التي ما انفكت جريحة كقلوبنا الجريحة ..... فيا أيها الإسلاميون .... إتحدوا .