http://www.alamatonline.net/l3.php?id=46025
أني يكون له الملك علينا ؟
يري البرادعي أن المصريين من ضمن أجلاف العرب ، وأن دخوله التاريخي إلي اسطبل عنتر ومصافحته التاريخية للجالسين على المصطبة فيه كانا كافيين بدون انتخابات لتعيينه رئيسا على مصر بعد أن يقبل المصريون يديه المتواضعتين اللتان احتضنتا انجيلا جولي وكثيرا من ضباط المخابرات الغربية ، ويري البرادعي أنه " حضرة مفتش مباحث الذرة الدولي " جاء إلينا ليعلمنا من بعد جهل أصول السياسة والإتكيت ، وأنه في سبيل الوصول بنا إلي مرحلة " البني آدميين " فليس عليه في الأميين سبيل ، ونسي المفتش أن الشعب المصري دعا إلي ثورته من خلال الإنترنت خلال صفحة كلنا خالد سعيد الذي اسسها وحدد يوم الخروج من خلالها الناشط عبد الرحمن منصور وربما نسي أيضا أن مشكلة كبيرة في مصر هى نتيجة فائض المؤهلات العليا الكبير ... المهم أن البرادعي يري أنه بج بوس كبير وأن الرئيس الدكتور مرسي ليس لديه ما للبرادعي من علم وفن وهندسة ولم يشفع للدكتور مرسي براعته الفائقة خلال الثلاثة أشهر الأولي من حكمه التي استطاع خلالها التخلص من الحكم العسكري لمصر كما أنه ألحق باسرائيل أول هزيمة معنوية نفذت إلي هيكل الوزارة الإسرائيلية فحطمته وأطاحت بوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلي غير رجعة ، فكل تلك النجاحات في المجال الدولي الذي يفاخرنا البرادعي بتألقه فيه دائما لم تشفع للدكتور مرسي لديه ، ولم يجد المفتش الأنيق سوي خلع سرواله السياسي عندما صرح بأن انكار الهولوكوست هو سبب انسحابه من التأسيسية بما يستعدي القوى الغربية ضد النظام السياسي المصري ويهدد الديمقراطية الوليدة ، ولعلي لا أضيف جديدا عندما أقول أنه بالإضافة إلي عوامل أخري ليس أهمها اتصالات المفتش بجهات خارجية يبقي الكبر وانكار المواطنة على الرئيس الدكتور محمد مرسي في أحقيته في التمتع بحقوق الترشح للرئاسة والتصدى لمسئولياته الشعبية عندما يقع الإختيار عليه ، لسان حال البرادعي ينطق " أني يكون له الملك علينا وأنا أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال " .
أما حمدين صباحي فيذكرني بمجدي طلبة في مباراة مصر وهولندا عام 1990 في كأس العالم عندما أهدر فرصة احراز هدف التعادل بينما كان المرمي خال أمامه ، وظل مجدي طلبة يردد وظلت الصحف تردد معه قصة الفرصة الضائعة أكثر من عشر سنوات " يااااااه لو كنت نزلت دماغك شوية لتحت " ، فالواقع أن حمدين ظل يوازن بين تفريطه في الترشح للبرلمان وبين الشطحة التي تمثلها بالنسبة له انتخابات الرئاسة غير أن الإستقطاب الإعلامي الذي قاده توفيق عكاشة وقنوات الفلول ابان انتخابات الرئاسة خلق حالة لدى جزء كبير من الطبقة المتوسطة من رفض الإخوان وكانت لديهم تجربة أدت إلي رفض شفيق فوجدوا ضالتهم في حمدين وعليه كان ترتيبه الثالث بفارق بسيط عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ورغم أن تلك الحالة لن تكرر أبدا في أي انتخابات رئاسية قادمة لأن المجلس العسكري كان هو الداعم الأكبر لها إلا أن حمدين منذ لحظة اعلان النتيجة وعلمه بأعداد الأصوات ما انفك مفترضا انسحاب عمرو موسي وتركيز أصوات المسيحيين عليه ولو أن ذلك حدث لكان طرفا في الإعادة ، ولو أن شفيق لم يترشح لكان طرفا في الإعادة .... وهكذا يعيش نائب البرلمان بالصدفة حالة من أحلام مجدي طلبة بعد انتهاء مباراة مصر وهولندا رغم أن المباراة لو أعيدت الف مرة لما تكررت الفرصة كما الإنتخابات لو أعيدت عشرين الف مرة لن يكون حمدين طرف اعادة أبدا وهو درس تاريخي مجرب في كل الدول الديمقراطية وهو ما نلاحظة في ترشيحات الأحزاب الأمريكية كوادرها لإنتخابات الرئاسة فلا ترشح مهزوم مرة أخري أبدا ... غير أن حمدين يعيش وهم " لو كان ... لكنت .. " وهو ما أثار سخرية وفد رجال الأعمال الأمريكيين الذين فوجئوا به يحدثهم عن انتخابات الرئاسة بعد نجاح الرئيس بعدة اسابيع ... ويتفق حمدين في سعيه الموثوق في فشله لإسقاط الرئيس مع البرادعي في توجيه سؤال الكبرياء " أني يكون له الملك علينا .. "
أما عمرو موسي فيري أنه خليفة شفيق ووارث عرش الفلول وأن المليوني صوت التي حصل عليها ستضاف الي خمسة ملايين كانت لشفيق فضلا عن قدرته على سحق حمدين في مناظرة يحرج جهله فيها بالسياسة الخارجية أو بمعرفة اللغات الأجنبية فهو بالتأكيد الرئيس القادم وهاهى الفرصة تقوده لصدفة اخري أكبر من صدفتين قادتاه مرة إلي حقيبة الخارجية ومرة إلي جامعة الدول العربية أما مرسي فأني يكون له الملك عليه ؟
وحول تلك الشخوص ترقص شخوص أصغر تري نفسها في الصفوف الثانية بما يمثل قدرا مقبولا من الحواريين حول الشخوص الرئيسية من أمثال ابو شعر منكوش وابو حمالات وأبو الأراضي في السودان .
وكما أن معركة على مقعد الرئاسة تستعر في أعلي المشهد نري معارك جانبية تخدم المعركة الكبري في الكواليس ، فالقضاء يحارب معركة " الزحف المقدس " كما اسماها الزند في معرض دفاعه عن اقتراح بتقنين التزام الدولة بتعيين أبناء القضاة في النيابة ، أما المحكمة الدستورية فقد بدت كما لو أنها تدافع عن امتيازاتها المالية التي تهددها الثورة ، ولأول مرة يضرب القضاة عن العمل ويعلقون الجلسات لإرغام الرئيس على الغاء الإعلان الدستوري وهو ما جعل من مسألة تطهير القضاء أولوية على كل مطالب الثورة مع اكتشاف كثير من العورات والسوءات في المرفق المقدس ، وبدلا من أن يحتمي القضاة بالقانون انضموا إلي حملة البرادعي وحمدين وموسي في المحاولة اليائسة لإسقاط الرئيس كما بدا لسان حالهم يردد " أني يكون له الملك علينا " .
لن يكون البرادعي مؤثرا أبدا في حياة مصر السياسية ، كما أن حمدين أبدا لن يكون رئيسا ولا نائب رئيس ولا وزير ولا نائب في البرلمان من بعد لأن الشعب يجد فيه الآن معيقا لحركة النهضة و شريكا مؤكدا لفلول مبارك والحزب الوطني ، أما عمرو موسي فهو سريع الإرتداد للخلف سريع الهجوم للأمام ولن يجني من التحامه بالجماهير سوي " كرمشة " جاكته الأنيق ، إن الكف التي هوت فوق " قفا " الأستاذ السيد البدوي ستشجع ولا شك خلال الأيام القادمة أكف الثوار لتهوي فوق قفا كل من يقول " أني يكون له الملك علينا "
محمود حشله
mhashla@yahoo.com