رحلة الذوبان و الانصهار فى الجاهلية
مروان سالم
عندما كنا نجلس للشيخ رفاعي سرور رحمه الله كان لا يتكلم معنا عن قضايا فرعيه أو جزئيات ، كان دوماً يحاول أن يأخذنا إلى الحقائق الكلية فى المعركه الأخيرة للبشرية المتواصلة بين الإسلام و الجاهليه
فممثل الإسلام هو المسلم فى هذه المعركة الشرسه و ممثل الجاهليه هو الشيطان و جنده ، و الجاهلية صُنعت كمجتمع موازي و بديل للمجتمع الإسلامي ، صناعها الشيطان ليضاهي خلق الله...
فترى أن من أهم خصائص الجاهلية أن لها نفس طويل فى حربها مع المؤمنين لا تعرف اليأس ، لحوحه بطيئة اليأس كالشيطان ، تحاول وتفشل فى جذب الناس إليها فتحاول مرة أخرى دون يأس .
وفى أثناء الحرب ينصهر البعض من قوة الحرب و شدتها فتراه يدخل الحرب صلباً قوياً ويخرج منها منصهر سائلاً
و ذلك يكون بسبب عدم فهم الجاهليه و طريقتها فى الحرب ، فأحياناً يستفز المؤمن و ينساق إلى هذا الأنصهار بدخوله حرب ليست متوازنه و يغره الشيطان الغرور فيدخل فى المعركه و يستخرج فيها سنوات ثم ينصهر انصهار تام ليصبح جزء من الجاهلية .
والبعض تراه فى حالات الشدة صلباً فولاذياً غير قابل للأنصهار كلما أشتدت النيران و حرارتها أصبح أقوى و أكثر صلابه
وعندما تأتي العافيه و الراحه و ينكشف البلاء و يعطى مساحه تراه كقطعه الثلج التى خرجت الى الشمس تذوب فى سرعه هائلة اسرع من سرعه الانصهار
يذوب و يتلاشى و تشرب الجاهليه ماءه و تروي ابناءها منه ، و يكون فتنه لمن بعده ممن علموا حاله أثناء الحرب الأولى و كيف لم ينصهر و كان قوياً ثابتاً .
وقياساً على هذه الكلمات و بدون إسقاط على الواقع أعرف بنفسك من هم الذين أنصهروا ؟ و من هم أصحاب الذوبان ؟