| الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث | |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
د.تامر الخطيب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 46 عدد المشاركات : 115 تاريخ الانضمام : 23/12/2010 الفقر فى الوطن غربة. و الغنى فى الغربة وطن. | الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 27/9/2011, 11:27 pm |
| استكمالا لما بدأناه عن خيار الدولة المدنية نقول: أن هناك تخوفات و هواجس كثيرة لدى معارضى خيار الدولة المدنية. و أكبر هذه التخوفات هو حقيقة أن الدولة المدنية تقوم على مبدأ الاحتكام الى ارادة الأمة. فهى ( الأمة ) مصدر جميع السلطات و نخص بالذكر , السلطة التشريعية. معنى ذلك أن الأمة مخيرة فى الاحتكام ال شرع الله أو أى شريعة وضعية. نقول أن ذلك صحيح. و لكن لم يهول البعض من هذا الأمر و يبالغ من التخوف منه؟ اذا كانت أغلبية المجتمع المصرى مسلمين؟ فهل هذا التخوف ضعف ثقة فى ارادة المجتمع؟ أم هو خوف من سيطرة العلمانيين و الشيوعيين على عقول العوام؟ أقول أن كل التجارب البسيطة و المعدودة التى أتيحت فيها الفرصة لأى مجتمع عربى خلال العقود الستة الماضية ( و هى تقريبا المدة التى بدأت فيها حركات التحرر من الاستعمار فى الدول العربية ) الاختيار بين شريعة الله و الشرائع الوضعية , فانها كانت جميعا لصالح الشريعة الاسلامية بلا استثناء واحد. و لنضرب مثالا على ذلك بما حدث فى الجزائر عام 1988 و ما حدث فى فلسطين عام 2006 بعدما احتكرت حركة فتح القيادة الفلسطينية لما يزيد عن أربعة عقود متتالية. و بعد كل الجهود الدولية المبذولة فى دعم العلمانيين و القوميين و الشيوعين فى المجتمعات العربية و محاربتهم للاسلاميين و على رأسهم حماس التى كانت و لا زالت فى نظرهم حركة ارهابية و ليست حركة تحرر وطنى. و بعد كل الدعم المادى و الاعلامى و الدولى الذى تلقته حركة فتح لتقضى على حركة حماس سياسيا و معنويا و شعبيا . الا أنه فى أول فرصه لانتخابات نزيهة اختار الشعب الفلسطينى و بأغلبية كبيرة ( 57% ) الخيار الاسلامى و الاسلاميين مؤكدا لفتح و اسرائيل و أمريكا أنه مهما بعدت المسافة بين الاسلام و المسلمين , فان الشعوب العربية ما زالت تذوب شوقا و توقا للعودة الى اسلامها السمح الذى أبعدت عنه ظلما و جورا بفعل هؤلاء الحكام الذين فرضوا على الأمة من قبل أعدائها و هى ( الأمة ) لم و لن تعطهم يوما قيادها مختارة. و كذلك ما حدث فى تركيا أتاتورك العلمانية التى ظن الغرب أنهم نجحوا من خلال أتاتورك و أعوانه فى مسخ وجه تركيا المسلمة التى كانت حاضرة الخلافة الاسلامية لمدة تزيد عن أربعة قرون , فاذا بهم بين عشية و ضحاها يستيقظون على صوت الأسد التركى المسلم و قد أفاق من غفوته و صحى من سباته ليزأر فى هضبة الأناضول من جديد فتهتز لزئيره أرجاء أروبا من أقصاها الى أدناها ليعلن للجميع أن هذه الأرض هى منطقة نفوذه و أنه لن يسمح لأحد أن ينازعه فيها من جديد. و كان هذا بعد أول انتخابات نزيهة يشارك فيها حزب العدالة و التنمية الاسلامى بعد ترتيب أوراقه و فهمه لواقع تركيا السياسى بدقة. و لعلنا لا نحتاج من يذكرنا بما حدث فى أول انتخابات نيابية شبه نزيهة فى مصر عام 2005 عندما حصد مرشحوا الاخوان المسلمين أغلبية المقاعد التى خاضوا الانتخابات فيها. مع العلم أن الاخوان دخلوا هذه الانتخابات على استحياء و على خوف من فرعون و ملأه أن يفتنهم. و مع ذلك فقد فازوا بأغلبية أزعجت فرعون و ملأه الأمر الذى دعاهم لاتخاذ كل التدابير الممكنة فى المرحلتين اللاحقتين لمنعهم من التقدم لاضافة مقاعد جديدة. و قد كان. و المثال اللبنانى واضح فى الدلالة على نجاعة الدولة المدنية فى احتواء الخلافات الطائفية و المذهبية فبدلا من أن تتحول هذه الخلافات الى حروب أهليه تأكل الأخضر و اليابس و يخرج الجميع منها خاسرا. و المستفيد دائما و أبدا هم أعداء الأمة فى الخارج و ذيولهم فى الداخل. و المثال الاخير الذى أسوقه اليكم هو الدولة الدينية التى أقامتها طالبان فى أفغانستان. التى أصبحت أثرا بعد عين . و أطلالا ينعق فيها الغربان. ياليتها أمعن الفكر فى الطريقة التى قامت بها. فلوا أنهم أقاموا الصلاة و أتوا الزكاة , و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و تعاملوا مع الواقع الدولى بذكاء لكانت اليوم مثالا يحتذى لبقية الدول العربية. فسياسة الاقصاء و التهميش و الاحتقان سياسة فشلت و ستفشل فى احتواء أى أزمة صغيرة كانت أو كبيرة. و لا نريد من الاسلاميين الذين ذاقوا الأمرين جراء هذه السياسة من مبارك و أمثاله فى دول العرب خلال العقود الستة الماضية , و التى لا تزال جباهم و ظهورهم و جلودهم مصلية بنيرانها و جراحهم منها لم تندمل بعد , أن يمارسوها ضد خصومهم , فلن تأتى بخير.
فمعنى ذلك أن فكرة عدم الثقة فى ارادة الامة هى فكرة مغلوطة و حجة واهية لا يمكن أن يتكأ عليها حصيف. فتخوف المتخوفين من اختيار الأمة لغير شرع الله تخوف مرضى و ليس تخوف صحى مبنى على أساس قوى. فمعنى ذلك أن الخلاف بين الاسلاميين الذين ينادون باقامة دولة دينية و الاسلاميين الذين ينادون باقامة دولة مدنية هو خلافا سياسيا و ليس خلافا أيدولوجيا. أى فى الوسيلة و ليس فى الغاية. فهؤلاء يريدون شعبا تحكمه للشريعة الاسلامية بدون ارادة الأمة. و أولئك يريدون شعبا تحكمه الشريعة الاسلامية بارادة أغلبيته التى ستكون بالطبع متأهبة للدفاع عن ارادتها و اختيارها ما دعت الضرورة لذلك. هؤلاء يريدون من الشريعة الاسلامية أن يسارعوا لبناء القصر و تركه بدون حماية يسطوا عليه اللصوص متى استطاعوا الى ذلك سبيلا. و أولئك يريدون التريث و عدم الاندفاع حتى نبنى القصر و نبنى معه جيشا يحميه من كيد الكائدين و عبث العابثين.
و السؤال الذى يوضح الفرق بين الرؤيتين هو: هل نريد تحكيم الشريعة مدعومة بارادة الحكومة التى هى بدورها مدعومة بارادة أغلبية أعضاء البرلمان و أعضاء مجلس الشورى و أعضاء المجالس المحلية و التى هى الأخرى مدعومة بارادة الشعب الذى اختارهم بكامل ارادته؟؟
أم نريد تحكيم الشريعة الاسلامية بطريقة شكلية أى بمجرد أن ينص الدستور على أن مصر دولة دينية اسلامية شاء ذلك أم أباه رئيس الدولة و رئيس الحكومة و رئيس مجلس الشعب و أعضائه و رئيس مجلس الشورى و أعضائة و رؤساء المجالس المحلية و أعضائها و الأهم من كل هؤلاء هو الشعب الذى اختارهم؟؟؟
فيصبح نص الدستور بان مصر دولة دينية شريعتها الاولى و الأخيرة هى الشريعة الاسلامية حبرا على ورق؟؟؟؟
ألم يكن الدستور السابق ينص على أن الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع؟؟
هل كان النص واقعا مفعلا؟؟؟
أم مجرد كلام على ورق لم ير سبيله الى النور خلال الاريعين عام الغابرة التى قضاها الدستور و هو يئن تحت وطأه حكم العسكر و تحكماته المقززة التى لا تعرف دستورا و لا تعرفا اسلاما و لا تعرف شرعا الا الفساد و القهر و الاستبداد و المصالح الشخصية من خلال العمالة للغرب و اسرئيل ساحقين بنعالهم كل رغبات و طموحات شعوبهم؟؟؟
هل نريد للشريعة الاسلامية أن تكون شعاراو عنوانا أم حقيقة و و اقعا حيا تموت دون النيل منه ملايين اختارته و بايعت عليه. و هى تذهب كل عام طواعية لتجدد البيعة من خلال الانتخابات التى لا يخلو منها عام ( سواء البرلمان أو الشورى أو المحليات ) كالصلاة التى يؤديها المسلم يوميا خمس مرات ليؤكد عبوديته لرب الأرباب وهو يسجد له اذعانا و خضوعا و حبا؟؟؟؟؟
عندما يتمنى أحدنا أن يصل لدرجة وظيفية عليا فى سلم وظيفته. ان نالها بالتعيين فهذا جيد و جميل. و لكن ان نالها بالانتخاب , أليس ذلك افضل و أشرف؟ عندما ينالها بالتعيين تصيرا منة أعطيت له ممن هو أعلى منه. و من ملك أن يمنح يملك أن يمنع. فانه و ان صار فرحا و مغتبطا لما وصل اليه , فانه لا يزال يساوره خوف و قلق من أن ينام فيقوم ليجد من منحه هذه الدرجة قد انتزعها منه. و هو فى هذه الحالة لا يملك أن يعترض على قراره. جاءت اليه جاءت منة و منحة و لم تكن استحقاقا خالصا له فيستطيع أن يرفع صوته للاعتراض. الفرق بين الاول و الثانى كالفرق بين الذى يطلب صدقة او قرضا و الذى يطلب ميراث ابيه . أيهما أعلى صوتا و أطول نفسا؟؟
عندما تجعلها دولة دينية فأنت فتحت الباب على مصراعيه للعلمانيين و القوميين و الشيوعيين و أذناب الحزب الوطنى وللأقباط ( الذين سيتحولون قطعا من مواطنين عاديين الى مواطنين من الدرجة الثانية منقوصى الحقوق و الصلاحيات ) لشن الحملات العدائية و العمل فى الظلام لقلب نظام الحكم بكل ما أوتوا من قوة. و لا يجب هنا أن ننسى الذئاب الصيهيونية و الصهيو أمريكية و الصهيو أوروبية التى ما زالت متوثبة و مترقبة تنتظر اشارة الانقضاض على الثورة الوليدة التى سحبت البساط من تحت أرجل عملائهم الحكام العرب الذين كانوا لا يأتمرون الا بأمرهم و لا ينتهون الا بنهيهم. و لكن هذه الذئاب طأطوا رؤوسهم ذلا و خزيا أمام رؤوس 30 مليون مصرى خرجوا عن بكرة أبيهم الى ميدان التحرير ليقولوا لسرئيل و أمريكا و الغرب: لا. فقد شبت الشعوب العربية عن الطوق و أن لها أن تختار لنفسها الوجهه التى تريد.
ان الغرب لم يقهره و لم يردعه و لم يرعبه الا الارادة الشعبية. و هى الحصان الرابح الذى يجب ان لا نراهن على سواه. فلم نقصى السلاح الذى انتصرنا به توا و نقلل من شأنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المعركة المقبلة جد خطيرة. و ان كنا قد اجتزنا خطوة , فالباقى أول خطوة. و الدرب ما زال طويلا لتوحيد أمتنا تحت راية خلافة راشدة على منوال خلافتها الأولى.
فاذا اختارت الأمة بكامل ارادتها الاسلام سبيلا و أكدت على ذلك فى كل انتخابات مقبلة فما حجة أمريكا؟
و ما حجة العلمانيين؟
و ما حجة الأقباط ( أنا أقصد البعض و لا أقصد الكل طبعا لعدم الخلط ) الذين يعارضون تطبيق الشريعة؟
أليست الديموقراطية هى دين الغرب و ديدنه؟؟
أليست الحرية و تفعيل ارادة الأمة هى الحكم الأول و الأخير و الفيصل فى حل كل معضلة عندهم؟؟ فاذا اختارت الامة , فلا مقالة لقائل , و لا حجة لمحتج , و لا ذريعة لمتذرع. و هذا كما يقول فلاسفة السياسة , ديكتاتورية الأغلبية. و هى الدكتاتورية الوحيدة المحمودة عند كل ألوان الطيف السياسى فى أى مجتمع. رأى الجماعة لا تشقى البلاد به: رغم الخلاف و رأى الفرد يشقيها. فعندما تختار الامة الاسلام. فلن يكون ذلك خيار فرضه الاخوان أو السلفيون على العلمانيين أو الأقباط أو غيرهم. بل ذلك خيار فرضته الأمة على نفسها. و ان الأمة ان لم تقتنع بالاسلاميين ( اخوانا أو سلفيين أو كلاهما أو غيرهما. لأن الاسلام ليس ملكا لأحد أو حكرا على أحد. و لأن الرجال يعرفون بالحق و لا يعرف الحق بهم ) يوما و لم يعجبها أداؤهم – و هذا حق أصيل للأمة لا يجادل فيه صاحب علم أو عقل- فلها مطلق الحرية فى أن تختار غيرهم. و يجب حينئذ على الاسلاميين جميعا أن يعيدوا النظر فى ترتيب أوراقهم و أن يعلموا أنهم لم يكونوا أهلا للأمانة و المسؤلية التى و كلها الناس اليهم. و أنهم لما لم يفعلوا ما وعدوا الناس به , فقد فقدوا استحقاقهم لثقة الناس.
فأمة مسلمة بحكومية غير أسلامية , جسد صالح برأس فاسد.
و أمة لا تريد الاسلام بحكومة تريد الاسلام , رأس صالح بجسد فاسد.
و قد عشنا الحالة الاولى تجرعنا فيها ما عرفتموه و ليتنا لا نعيش الحالة الثانية. فلا يجب الا أن نختار الرأس الصالح و الجسد الصالح. فذلك أدعى للبقاء و مقاومة التحديات. و للحديث بقية فى توضيح ما ثغرات الدولة الدينية و عيوبها التى قد لا يدركها ( بحسن نية ) الكثيرون منا.ِ
موضوعات متعلقة
الدولة المدنية هى الحل. و لكن لماذا؟
الدولة المدنية هى الحل الجزء الثانى |
|
|
عبدالرحمن ماضي أبوبكر معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 41 عدد المشاركات : 703 تاريخ الانضمام : 16/10/2010 القلب ينشط للقبيح وكم ينام عن الحسن ، يانفس | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 27/9/2011, 11:48 pm |
| وهل يجوز يادكتور ان نضع التشريع والاحتكام للشرع الي الظن والاختيار هل يجوز ان نقول ان نخير الشعب في التحكيم لشرع رب العالمين لمجرد اننا نظن ان الناس ستختاره؟ وحتي لو اختاروه فهل يجوز اصلا ان نخير الناس بي الشرع وغيره؟ اختلف معك تماما يا دكتور |
|
|
محمود حشله معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 53 عدد المشاركات : 1021 تاريخ الانضمام : 09/07/2010 | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 27/9/2011, 11:58 pm |
| مشكووووور يا دكتور على التحليل الرائع |
|
|
د.تامر الخطيب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 46 عدد المشاركات : 115 تاريخ الانضمام : 23/12/2010 الفقر فى الوطن غربة. و الغنى فى الغربة وطن. | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 12:10 pm |
| يا أخ عبد الرحمن. ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. هذه هى الطريقة الوحيدة لتطبيق الشريعة الاسلامية بنجاح فى ظل المتغيرات السياسية و التاريخية التى تحياها اليها الأمة. و ما حدث فى السودان خير دليل على ذلك. فابصرار الشماليين على تحويلها الى دولة دينية , لم يبق فى السودان لا دولة دينية و لا دولة مدنية و تحولت الى دولتين متناحرتين و الأيام حبلى بكثير من الحروب التى يلوح وهجها فى الأفق بين نصفى الجسد الواحد و وجهى العملة الواحدة التى جمعهما الاسلام منذ أربعة عشر قرنا من فتح العرب الأول ليأتى أحفادهم المتحذلقين بالاسلام عن قلة علم و قلة ادراك و يقدموا الذريعة السهلة لأعداء الأمة لبناء دولة صهيو مسيحية فى تكون خنجرا فى ظهر العرب الشماليين ( فى مصر و السودان ) لتكون منغص حياتهم و كابوس منامهم و كدر صفوهم. و نجح الصهاينة بفضل غباء المسلمين و عدم قدرتهم للنظر أبعد من أقدامهم فى القضاء على فكرة وحدة وادى النيل بشكل نهائى و حلم امبراطورية السودان سلة الغذاء العربى ليعود العرب من جديد ليستجدوا أمريكا من جديد فى كسرات خبزهم من قمح أمريكا المسرطن. أيهما كان أفضل للعرب و للمسلمين و للسودان دولة مدنية تتكون من ولايات فدرالية تحتكم كل منها الى ارادة الأمة فيها؟ أم السودان الجديد؟ أخى الحبيب. نحن نتعامل بحسن نية مع عدو لا يعرف الا سؤ النية. و لا تنسى أن خطة تقسيم مصر الى دولتين , الأولى مسلمة فى الشمال و الثانية مسيحية فى الجنوب وضعت و درست و تم مناقشتها و البداية للاعداد لها فى نفس الوقت مع خطة تقسيم السودان. و قد نجح الصهاينة فى الأولى و الآن جاء دور الثانية. و لا أدل على ذلك من مشكلة كنيسة امبابة التى خطط لها الصهياينة و نفذوها فى قاهرة المعز لدين الله بعد أيام قلائل من الثورة المصرية التى انبح فيها صوت ضمير المصريين ( مسلم و مسيحى , ايد واحدة ) و لكن أنى ينعم المصريون الطيبون بهذا التوافق الوطنى و الذئب يجلس هناك يرقب عن كثب و يترقب اللحظة المناسبة لينقض على فريسته. وقتها -اذا نجحت الخطة لا قدر الله- سيجلس المصرى المسكين ( مسلم أو مسيحى ) فى انتظار غراب يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوأة أخية.بعدما يصبح المصرى من النادمين. |
|
|
عبدالرحمن ماضي أبوبكر معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 41 عدد المشاركات : 703 تاريخ الانضمام : 16/10/2010 القلب ينشط للقبيح وكم ينام عن الحسن ، يانفس | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 12:29 pm |
| يا دكتور ليس معني تقسيم السودان او غيره من الامثله التي ذكرتها ان هذا خطأ في الاسلام او في تحكيم الشرع ...وبعدين يا دكتور احنا عاوزين الدوله مدنيه زي ما الرسول اسسها واظن ما حدش رفض مدنية الرسول ولكن نرفض مدنية البرادعي و حمزاوي وغيرهم من مدنيات العلمانيين و الليبراليين |
|
|
د.تامر الخطيب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 46 عدد المشاركات : 115 تاريخ الانضمام : 23/12/2010 الفقر فى الوطن غربة. و الغنى فى الغربة وطن. | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 1:27 pm |
| ما حدث فى السودان ليس خطأ فى الاسلام أو فى تحكيم الشرع. و لكن خطأ فى المسلمين و الطريقة التى أرادوا بها تحكيم الشرع. فالجنوبيون فضلوا الانقصال ليس كرها فى الاسلام و لكن كره فى المسلمين. و الفرق شاسع. و أنا لم أقل قطة أنى أريدها مدنية على طريقة البرادعى و حمزاوى. و لكنى أريدها مدنية على عرار الدولة التى أقامها الرسول (ص) فى المدينة بين اليهود و المسلمين تحت مظلة ( لهم ما لنا . و عليهم ما علينا ) أنا أريد دولة مدنية مرجعيتها الاسلام على طريقة القرضاوى و محمد سليم العوا و محمد عمارة و فهمى هويدى و عصام البشير و حسن الترابى و المستشار طارق البشرى و على البيانونى و عبد الله الخطيب و محمد سعيد رمضان البوطى سعيد حوى و حسن البنا و العلامة محمد رشيد رضا و الامام محمد عبده و جمال الدين الافغانى و المستشار حسن الهضيبى و غيرهم العشرات من المفكرين الاسلاميين و أنا أنصحك بأن توفر لنفسك فرصة أكبر للبحث فى موضوع الدولة المدنية فى فكر هؤلاء لتتعرف على الدولة الدينية التى أقصدها. لأن المفهوم ما زال مختلطا عندك بكثير من الشوائب. و ما زال الوعى الخاطئ المسيطر على عقول الكثيرين منا من أن مصطلح الدولة المدنية مرادفا للدولة العلمانية أو الدولة المعادية للدين. و هذا خلط شديد للمفاهيم. فدولة الاسلام لم تكن يوما دينية بل كانت مدنية بامتياز. و ما زلت أقول أننا نختلف لفظا و نتفق معنى. فاذا كنت تريد دولة على غرار دولة المدينة المنورة قبل الفتح و دولة الخلفاء الراشدين , فأنت تعنى قطعا دولة مدنية
|
|
|
عبدالرحمن ماضي أبوبكر معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 41 عدد المشاركات : 703 تاريخ الانضمام : 16/10/2010 القلب ينشط للقبيح وكم ينام عن الحسن ، يانفس | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 1:53 pm |
| ياسيدي الفاضل انت تريد وانا اريد ولكنهم يفعلون مايريدون.... لم نختلف في ان الرسول اسس الدوله الاسلاميه كدوله مدنيه ممتازه لا احد يختلف معك في هذا ولكن بالله عليك هل هذه الدوله هي التي ينادون بها الان ؟ بالله عليك هل العلمانيين والليبراليين ينادون الان بهذه الدوله يا اخي الفاضل شاهد المهازل التي يتحدثون عنها في التلفاز كل يوم. شاهد ما مفهوم الدوله المدنيه التي ينادون بها. شاهدهم حينما يقولون ان الدين يجب ان يكون في المسجد فقط او في الكنيسه.شاهدهم و هم يقولون مالله وللدين والسياسه .شاهدهم جيدا وستعلم اي دوله ينادون بها دولة الرسول المدنيه الممتازه ام دولتهم المدنيه التي لاتقر الدين والحكم الا في المساجد والكنائس .بالله عليك هل دولتهم التي ينادون بها هي الدوله التي نادي بها الرسول ؟ اظن الاجابه كلا و الف كلا |
|
|
د.تامر الخطيب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 46 عدد المشاركات : 115 تاريخ الانضمام : 23/12/2010 الفقر فى الوطن غربة. و الغنى فى الغربة وطن. | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 2:51 pm |
| قطعا الاجابة لا و الف الف لا و لكنى أتكلم عن الدولة المدنية التى أعنيها و ليست الدولة المدنية التى يعنونها. أنت ما زالت تحمل كلامى ما لا يمكن أن يحتمل |
|
|
محمد عزالعرب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 43 عدد المشاركات : 1775 تاريخ الانضمام : 11/04/2010 سبحان الله وبحمده سبحان الله العطيم | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 3:46 pm |
| تحياتى يا دكتور لتحليلك الرائع ومنظورك الواقعى وثقافتك ووعيك المميزين اتفق معك تماما فى انه لابد وان تقوم الامه الاسلاميه على قواعد سليمه وعلى قاعده عريضه من الشعب المقتنع والمدرك لمفهوم دولة اسلاميه مدنيه وليس كشعار دولة او نص مسطور فى الدستور ليس الا ولى استفسار يا دكتور ان سمحتلى او وجهة نظر ,,,,,, الان ونحن امام تيارين او حزبين لتاسيس الدوله المسلمه وهما السلفيه والاخوان حزب النورالسلفى فى مقابله حزب الحريه والعداله وكل منهم يعمل منفردا وكلُ له مبادئه واهدافه المختلفه والدليل مقاطعه حزب النور لمؤتمرات حزب العداله والعكس !!! ارى ان ذلك سوف يؤثر على راى الجمهور او سيؤدى الى انقسام فى اختيار الدوله المسلمه المدنيه كانت او الدينيه ومن هنا سيكون هناك شبه تعادل فى القوى ما بين تيارات اسلاميه وبين تيار علمانى ليبرالى ,,,, فبالرغم من قوة الاخوان وتنظيمهم وايضا قوة حزب النور السلفى المستمده من استعداد الشارع المصرى لسماع الخطاب الدينى والذى نوهت عليه انت انه سوف يكون اختيار الامه الا انهم سوف يؤثر كل منها على الاخر مما سيعطى فرصه لتيارت مختلفه شبه مقتنعه بفكرة علمنة الدوله من اجل المدنيه مستشهدين بالنظام التركى والذى هو فى طريقه للرجوع للدوله المسلمه (بالاختيار ) والقضاء على شكل الدوله العلمانيه هناك يبقى لنا ان نفهم ما هو منظور الدوله الدينيه كانت او المدنيه فى نظر كل من حزب النور او حزب العداله ؟؟؟؟ قشدة |
|
|
عز العرب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 49 عدد المشاركات : 2427 تاريخ الانضمام : 03/04/2010 اتق الله حيثما كنت وفيما تقول وفيما تختار | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 5:11 pm |
| رائع واكثر من رائع يا دكتور والله الذي لا إله إلا هــــو .. لقد انبهرت وسررت إلى درجة عالية جدا !!
سبحان الله .. لا أدري ما أقول مما لقيته من سعادة وأنا أقرأ هذه الرســـالة الرائــــعة التي خطتها يد طبيبي واخي د/تامر الخطيب ولكن دعنى اتفق مع عبدالرحمن في بعض الجزئيات هل من حق الشعوب(الاسلامية والعربية ) ان تختار تطبيق الشرع ام الا ؟؟؟ انا معك لابد من تثقيف الناس وبناء القاعدة من الشعب والسؤال الذي يطرح نفسه هل نطلب من القمة ام من القاعدة بمعنى هل الحاكم يطبق الشرع ثم يبدا في اقناع الناس ام نبدا بالناس اولا دعني اقول لك اني مقتنع تماما بمقولة امير المؤمنيين علي بن طالب رضي الله تعالى عنه: (لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمسح على ظاهر خفيه)
والمقصود والمفهوم الراي الذي نزل فيه قول الشرع وهذا رائي قابل للخطا والصواب |
|
|
د.تامر الخطيب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 46 عدد المشاركات : 115 تاريخ الانضمام : 23/12/2010 الفقر فى الوطن غربة. و الغنى فى الغربة وطن. | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 7:48 pm |
| الأخ الفاضل محمد الجرن أنا ممتن للغاية لمداخلتك الرقيقة. و أقول أن التنافس المحموم بين الإخوان المسلمين و التيار السلفى لحصد أصوات المصريين هو فى نظرى تنافش مشروع و نرجوا أن لا يتعدى حدود التنافس الشريف. و لا يجب أن ننسى أن الأخوة فى التيار السلفى حديثى عهد بالعمل السياسى على عكس الإخوان. و أن الأيام وحدها كفيلة بانضاح الأخوة السلفيين سياسيا بتقريب المسافة بين الوجهتين لأنه خلاف فى التوجه مع أن الوجهه واحدة. اى خلاف فى الوسيلة. و الغاية لا خلاف عليها. فالغاية هى تحكيم شرع الله و لم شمل الأمة تحت راية التوحيد. و أننا يجب أن لا ننزعج من هذا التنافس , بل يجب أن نحمد الله أن كتب لنا أن نحيى اليوم الذى نرى فيه التنافس السياسى بين المصريين هو اسلامى اسلامى. بعد العقود التى عشناها بدون أى شكل من أشكال الحياة السياسية. لأن التنافس لما كان يحدث فى الماضى القريب . فقد كان علمانى علمانى أو علمانى شيوعى أو شيوعى قومى بين أشباه الأحزاب التى كانت موجودة فى المجتمع المصرى قبل الثورة. و لم يكن للإسلاميين وقتها مكان الا فى غياهب المعتقلات و فى أسوار قانون الطوارئ. و أنا كلى أمل أن يتجاوز التياران الخلافات و أن يجتمعوا على القواسم المشتركة ليقفوا صفا واحدة فى مقابل شراذم العلمانية و بقايا النفعية من فلول النظام الغابر. فانك اذا عددت ما يتفق فيه الإخوان و السلفيون , فأنا على يقين أنه سيكون فى 95% أو أكثر فى مقابل 5% أو أقل هى مساحة الاختلاف. و الله نسأل أن يجعله اختلافا و ليس خلافا. و ليس أروع من أن نمعن النظر فى فلسفة العلامة محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار و أحد مجددى الإسلام فى القرن العشرين و قاعدته الجليلة التى قال فيها
فلنتعاون سويا فيما اتفقنا فيه. و ليعذر بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه.
و أن التنافس بين التيارين سيدفع كل منهما الى ترتيب أوراقه و بذل أحسن ما عنده لصالح الاسلام و المسلمين. و فى النهاية نرجوا الله العلى القدير أن يستعمل أحسن و أخلص و أفقه الأفراد من التيارين لنصره دينه. فكم فى الاخوان من ليس منهم. و كم منهم من ليس فيهم. و القول سواء على السلفيين. والعبرة بالمسميات و ليست بالأسماء. و بالمعنى و ليست بالمبنى. و الله الموفق
|
|
|
عبدالرحمن ماضي أبوبكر معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 41 عدد المشاركات : 703 تاريخ الانضمام : 16/10/2010 القلب ينشط للقبيح وكم ينام عن الحسن ، يانفس | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 9:29 pm |
| الحمدلله ان حبيبي عزالعرب معايا ههههههه |
|
|
د.تامر الخطيب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 46 عدد المشاركات : 115 تاريخ الانضمام : 23/12/2010 الفقر فى الوطن غربة. و الغنى فى الغربة وطن. | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 28/9/2011, 11:59 pm |
| أخى و حبيبى أ. شريف الجرن و الله لقد أثلجت صدر بمداخلتك. بالنسبة لسؤالك هل المسلم مخير فى الاحتكام لشرع الله؟ الاجاية: قطعا لا. بل ان رفض الاحتكام الى شرع الله أمر قد يخرج صاحبة من الملة. و الأدلة على ذلك من كتاب الله و سنة رسوله و أقوال السلف الصالح و الأئمة أصحاب الإجتهاد أكبر من أن نحصيها فى هذا المقال. ولنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى:
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فى شجر بينهم. ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت. و يسلموا تسليما)
فالله قد نفى صفة الإيمان عمن رفض الإحتكام الى شرع الله. بل و زاد على ذلك أنهم أن احتكم الى كتاب الله ثم وجد فى نفسه حرجا من حكم الله فلن يتحقق فيهم معنى الإيمان حتى تطهر نفوسهم من هذا الحرج و يذعنوا و يسلموا لحكم الله تسليما تاما.
و فى قوله تعالى ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) دليل على أن الأعمال الصالحة قد تحبط فى لحظة واحدة اذا وقع فى نفس صاحبها كرها أو اعتراضا على حكم الله.
هذا هو الحكم الشرعى. و لكن هناك فرق بين الحكم الشرعى و الفتوى و القضاء.
فالحكم الشرعى هو القاعدة الكلية.
و الفتوى هى حكم خاص منوط بظروف معينة خالفت الظروف الطبيعية التى يطبق فيها الحكم الشرعى العام. فوجب على المفتى أن يراعى ظروف المستفتى و جاز له أن يخالف الحكم درأ لمفسدة أو جلبا لمصلحة.
و القضاء هو تطبيق الحكم على فرد أو مجموعة أفراد اختلفوا فى قضية معينة فاحتاجوا الى من يحكم بينهم بعد أن يفهم و يستوعب ملابسات و ظروف قضيتهم.
فلا تقليد فى القضاء لأنه حكم من القاضى على أشخاص بعينهم لا يصح أن يعمم على من سواهم.
و الفتوى يجوز فيها التقليد اذا توافرت الظروف نفسها التى بناءا عليها قد أفتى المفتى بخلاف الحكم العام. و اذا انتفت و غابت هذه الظروف تبطل الفتوى ببطلان الظروف التى دعت اليها. و وجب على الفرد أن يرجع للحكم العام.
و حتى نخرج قليلا من حيز التنظير الى حيز التطبيق. نعطى مثالا على ذلك.
جاء رجل الى عبد الله بن عباس فى مجلسه يسأله: هل للقاتل توبة؟
فأجابة بالنفى ( أى لا. ليس له توبة )
و بعد عدة أيام جاءه رجل ثان يسأله نفس السؤال.
فأجابه بالإيجاب ( أى نعم. للقاتل توبة)
فلم سأله الحاضرون. لم اختلف الجواب و السؤال واحد؟؟
فقال: علمت أن الأول جاء يسألنى قبل أن يقتل ( أى و هو يفكر فى قتل شخص ما ) فقلت له لا. ليس للقاتل توبة حتى يردعه ذلك و يرجع عن عزمه على القتل. و هذه فتوى.
و علمت أن الثانى جاء يسألنى بعد أن قتل بالفعل. فقلت له نعم. للقاتل توبة. و هذا هو الحكم الشرعى العام.
و الأمر هنا فتوى و ليس حكما. فالحكم لا خلاف فيه. و الفتوى تنبنى على تحليل ظروف المستفتى لتحديد هل تنطبق عليه ظروف الحكم العام؟ أم وضعه له خصوصية تستدعى حكما مخصوصا؟ أى فتوى.
و الفتوى تتغير بتغير الزمان و المكان.
بينما الحكم ثابت لا يقبل التغيير.
فالخلاف هنا ليس خلافا فى الحكم. و لكنه خلاف الرؤية من خلال قراءة الواقع السياسى و فهم ملابسات اللحظة التاريخية. و ما يترتب على ذلك تنفيذ الحكم من مفاسد أو مصالح.
و درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح. و هو من فقه الأولويات. و هو فرع من فروع الفقه يهتم بالموازنة بين المفاسد و المصالح المترتبة على حكم ما. لأن شريعة الله جاءت لجلب المصالح و درء المفاسد.
و كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: ( ان الشريعة , هى مصلحة كلها , و هى حكمة كلها , و هى رحمة كلها , و هى عدل كلها . فأى مسألة خرجت من المصلحة الى المفسدة , و من الحكمة الى العبث , و من الرحمة الى القسوة , و من العدل الى الجور. فليست من الشريعة فى شئ و ان أدخلت فيها بالتأويل ) انتهى.
فأنت تتعامل مع مسألة معقدة غاية التعقيد و ملتبسة غاية الإلتباس و يجب علينا أن نتعلم كيف نصل الى غايتنا بذكاء و حرص شديدين. حتى نفوت الفرصة على أعداء الاسلام فى الداخل و الخارج فى خلق حالة من التناحر و التراشق يكون من شأنها ضياع مصر و ضياع مستقبل المصريين. حالة من الفوضى الخلاقة التى يؤمن بها و يروج لها أعداؤنا حتى تموت بذرة الثورة المباركة قبل أن ترى النور. و ليس ما يحدث فى العراق منا ببعيد. و لا نريد أن نكون عراقا اخر.
و أنا كلى ثقة و يقين بأن ارادة الامة لن تخذلنا فأن أمة النبى ( ًص ) لا تجتمع على ضلالة. و تقاطع رؤية الاخوان مع رؤية بعض العلمانيين الذين يتمسكون و يتمسحون بخيار الدولة المدنية ليس قدحا للاخوان أ و مدحا للعلمانيين. و لحكنها كلمة حق أراد بها البعض باطلا و أراد بها البعض حقا.
و كل يدعى وصلا بليلى.
و لكن أيهم يا ترى من تقر له ليلى بالوصل؟؟؟؟؟
و تعليقا على كلام أمير المؤمنين على بن أبى طالب ( ليس الدين بالرأى ........) هذا كلام صحيح مئة فى المئة و لكن الدين الذى يقصده على هنا هو العبادة. و الأصل فى العبادات التعبد ( أى التقليد كما فعلها النبى ) دون اعمال للعقل و الرأى. فالعبادات فى مجملها توقيفية. أما ما دون العبادات فلأصل فيه التفكير و التدبر.
و أختم بقول أمير المؤمنين على بن أبى طالب عندما رفع أنصار معاوية رضى الله عنه المصاحف على أسنة السيوف و قالوا نحتكم الى كتاب الله. فقال رضى الله عنه ( كلمة حق أرادوا بها باطل )
و مثل هذا الكلام ينطبق بعض الشئ على موضوعنا.
|
|
|
أبومعاذ الدرس معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 53 عدد المشاركات : 110 تاريخ الانضمام : 13/08/2011 | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 29/9/2011, 3:56 am |
| أخى الحبيب د/تامر وفقه الله إنتظرت حتى إكتملت ثلاثيتك لكى تتضح فكرتك كاملة وأحب أن أسجل هنا أولا إعجابى بقلمك السيال والذى لايستطيع مثلى أن يجاريه وثانيا دفاعك عن فكرتك إلى درجة الإستماته أحيانا..وثالثا الالفاظ المطلقة تفتقر إلى سندشرعى يضبطها ويقيدها ..والرابعه وهى طريفة نوعا ما يبدو أن دفعة الثقة التى آثرك بها الرائع الأستاذ محمود حشلة أخذتك بعيدا أكثر مما ينبغى وأنا لن أسهب فى الجدل والصد والرد فقط ترفق قليلا بنفسك وإخوانك فى طريقة العرض الذى أشعر أنه رفاهية فكرية وفيه من النرجسية ماأبرءك منه فالذى أفهمه جيدا أن العدو الذى تحذرنا منه تجتمع أجهزة مخابراته فى جلسات العصف الذهنى التى تستند على دراسات بحثية وتقارير مسئولى الملفات الأمنية فى سفاراتها ووووووويخرج منها بأفضل التوصيات والتى منها تصدير الأفكار الجديدة عبر قنوات فعالة ومؤثرة وبطريقة السهل الممتنع (مقالات لصحفيين كبار- هيئات تنفيذية– دكاترة جامعات- مراكز بحث إسترتيجية – برامج حوارية- معارضين للفكرة ) وعلى خطة زمانية وتركيز مدروسين حتى إذا تلقف المتلقى الفكرة ولاكتها الألسن فيتناقلها الناس كل حسب دينه وموروثاته وقيمه حتى تنتشر الفكرة وتجد من يدافع عنها هذا مكسب فى لهم فى حد ذاته يقول الله عز وجل (إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا) ويقول ( ويمكرون ويكر الله والله خير الماكرين)...... ويقول أهل الرياضيات الزاوية المنفرجة كانت فى الأصل زاوية حادة قيمتها تتجاوز الصفر بقليل ثم شيئا فشيئا ومع الوقت واستطاله ضلعاها فتفجأك الهوة الواسعة بين أصلها فى مبدؤها وإنفراجها فى منتهاها وخذ مثالا على ذلك - وأظن يقينا أنك ستوافقنى- أن دعوة رفاعة الطهطاوى وقاسم أمين وجمال الدين الأسدبادى أحمد لطفى السيد وطه حسين وحسين أحمد أمين وصفية وزوجها سعد وهدى هانم شعراوى كانت فى بدايتها إنحراف طفيف بالمجتمع لنخبة (معظمهم خلفية دينية)شبعت بأفكار لم يكن يحلم أكثرهم قراءة للمستقبل أن تصل إلى مانحن عليه الآن . وأسوق لك مثالا آخر عمرو بن لحى المخزومى هو اول من أحدث الشرك فى جزيرة العرب. وكان سيدا فى قومه ومهموما بشئون أتباعه ولما كان كثير السفر شاما ويمنا فقد رأى ان المصلحة تقتضى أنهم أولى من أهل الشام بالمطر والكلأ فى بيئة شربة الماء تقوم لاجلها الحرب الضروس فجلب الأصنام إنفراجة بسيطة ومقبولة (مصلحة قريش) والنتيجة أصبح الحجر يدعى من دون الله لينزل المطر ويالها من مصلحة!!!! .والذى أقصدة ان هذه الأمة عندها قيمها وتصوراتها وشريعتها ودينها وحتى طريقة عودة خلافتها المسلوبة .. المهم ياسيدى نرجع لموضع النقاش بدءا أهل السنة يقولون لامشاحة فى الإصطلاح وعليه فدولة النبى التى أسهبت فى وصفها بالمدنية إذا أحببت أن أسميها فماذ تقترح علىّ إسلامية ولا عسكرية ولا دينية ؟؟ --المصطلحات الشرعية لما افرغت من معانيها إنهزمنا نفسيا أمام أى مصطلح غربى فمثلا فى قوله تعالى (وقالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا ) يعنى بالمنطق المفتقر لأحكام الإسلام النتيجة النهائية لعملية البيع زيادة والربا أيضا زيادة ولكن هذا الدين مبنى على الإستسلام والإنقياد والقبول والإذعان . وأيضا ف قوله (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لايطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لايذكرون إسم الله عليها إفتراءا عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون ،،وقالوا مافى بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم ) ولما استبدل لفظ الإيمان بالإقرار والتصديق .... والشورى بالديمقراطية .... واهل الحل والعقد بمجلس الشورى ....ولفظ الحرام بالعيب .... والكفر والشرك بالتكذيب وعبادة الأصنام فقط ..وعلم الكلام والجدال بالفلسفة والمنطق... ودار الندوة بمجلس الشعب ..والأمر بالمعروف والحسبة بمباحث ألآداب .... والطاغية بالمستبد ... والعالم بالأزهرى ....والعابد بالدرويش والجهاد بوزارة الدفاع والكفاح.....وتغيير المنكر بقلب الحرية الفردية .. والأخوة الإسلامية بالقومية العربية .... والولاء والبراء بحب الوطن بحدوده الوهمية .....والكافر هو أبوجهل وأبو لهب...والفاسق والعاص بالوِحش .....والتبرج والسفور بالموضة..... والشهيد بالمقتول ...والمجاهد بالإرهابى .... والحكم بالشريعة بالأحوال الشخصية ...وتعظيم القرآن بتزيينه وزخرفته .... والصلاة بالرياضة الجسدية ....والصيام بالعبادة الروحية......والربا بأرباح البنوك ... والزنا بالخيانة الزوجية ..... وبيوت البغاء بالملاهى الليلية ..... والخمور والعرى بالدى جيه..... ولهو الحديث بالموسيقى .... والإختلاط بمشاركة المرأة ... والحكم بماأنزل الله بالحدود والتعازير .... ودفع الصائل بالبلطجة ... الرشوة بالإكرامية ....السرقة بالنهب والخطف ......الخوف من الله بالضمير... والطلاق بالفراق .... والسفاح بالإغتصاب .... والخلوة الشرعية باللقاء البرئ حتى وصلنا إلى مرحلة تبديل الشرائع ...وكلها فى الأول استحسان مجرد أنشأ منه الشيطان وأولياؤه واقعا جديدا وومنها بلاشك استبدال الإسلامية بالمدنية او الدينية ... وهؤلاء الماكرون جادون فى عملهم ويتركونا نحن كما ترى فى صد ورد حول قضية قال الشرع فيها كلمته... أخى الحبيب : من رحمة ربك بهذه الأمة أنه مكلفة بالأخذ بأسباب النصر بصرف النظر عن النتائج ،وان هذا الدين يعلو ولايعلى عليه ،، وان الأفهام والاهواء والأجسام تدور مع هذا الدين حيثما دار لا العكس فالدين دين الله ليست هاشمية ولابدوية ولاقرشية ولاعربية ولاحتى محمدية بل هى ماتحاول جاهدا أن تتجنبها إسلامية إسلامية ولذلك حينما تتامل قول الله عز وجل (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى إرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمن يعبدوننى لايشركون بى شيئا) المسالة لاتحتاج إلى تنظير وترقيع وفلسفات ولو قرأت السيرة جيدا (لغير البوطى طبعا ) لتغيرت عندك مفاهيم كثيرة - ترجع قيام دولة جارانج لإعلان النميرى تطبيق الشريعة راجع تاريخ السودان ستجد ان النميرى الخبيث الضعيف لم يجد مفرا من قيام الدولة الجديدة إلا بإعلان تطبيق الشريعة على الورق طبعا ...ثم ما هذا التشنيع المزرى بدولة طالبان والذى يقرأ تاريخ أفغانستان الحديث يعلم أنه لم تكن يوما أحسن حالا مثلما كانت تحت حكم طالبان (يمكن عدم طاعتهم للشيخ القرضاوى فى عدم هدم تماثيل آلهة الهندوس زعل الناس الطيبين منهم شوية تقديرا للشيخ طبعا) والنموذج التركى الذى ملأ السمع والبصر وصار محط آمال الكثيرين لايعدو كونه اكثر من مزود خدمة بطريقة جيدة ويوم أن تثار بعض القلاقل هنا أو الأزمات هناك فشعبيته على المحك قبولا ورفضا -وأظن رومية التى يعلم اهل الكتاب قبل المسلمين أنه سيفتحها المسلمون آخر الزمان لبشرى نبيهم لن يقف مكتوف الأيدى لنظام إسلامى حقيقى يهدده - السلفيون أو الإخوان أنت تعرف قبلى أن المنافسة لن تكون نزيهة مع العلم أن برامج الحزبين تكاد تتطابق مع وجهة نظرك فى عدم التصريح بالشعارات الكبيرة من قبيل دولة الخلافة و الخلافة الراشدة والمطالبة بالديمقراطية وأنا لم اتفاجا كثيرا أن يظن الناس أن الدولة الخاتمة ستعود عن طريق ( العدالة الإجتماعية- الحرية- الديمقراطية ) وإذاكانت الرؤى متفقة إلى هذا الحد فى البرامج فولاء الناخب المسلم سيكون على برامج الحزب أم على مرجعيته الدينيه - بعض الناس خصوصا ممن يستهويهم القراءة فى التنمية البشرية يتخيل أن توفر المسكن الجيد والحرية فى التعبير والدخل الجيد هوالمدخل لرضا الناس وقبولهم للاسلام كمنهج حياة وعندى نموذج هدية لك من العجيب ان دولة مثل قطر مصنفة الآن على أنها الأولى عالميا من حيث دخل الفرد - والبلد متطورة وحديثة والخدمات فيها على أحسن مايكون والمجتمع القبلى مازال حديث عهد ببداوته ولم نسمع يوما دعوة ما من عالم ما يطالب بتطبيق الإسلام كمنهج حياة ولو حتى على سبيل الإستفتاء لماذا؟؟؟ وذلك لأن الإسلام لا يعدو كونه اكثر من ثقافة وعاطفة فردية لاتستطيع ان تشوه به حرية الأخرين بدعوى أن البلد يسكنه جنسيات متعددة مختلفة ثقافيا ودينيا وبالتالى لانستطيع أسلمة المجتمع (هومسلم اصلا) وهنا السؤال إذاروعى حال الأجنبى الطارئ فى البلد القوى إقتصاديا بعدم ملائمة تحكيم الشريعة له !!!!! فما بالك بحال إبن البلد (النصرانى)الذى يذكرك دائما بأنك أجنبى طارئ عليه .....الموضوع كبييييييييييييييييييييييييييير!!! - - الأستفتاء على الشريعة خديعة كبرى ووإمتحان للعباد وتعرضهم لفتنة قد تصل بهم إلى قعرجهنم إذكيف يستفتى المسلم فى الإذن لخالقة بأن يحكمه بسلطانه من عدمه والذى هو من مقتضيات توحيده وأركان عقيدته ... لكن ماذا نقول فى قوم الإسلام عندهم خانة فى بطاقة لايتجاوزها (وإذادعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون ،، وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مزعنين ،، أفى قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون ،، إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا واطعنا وأولئك هم المفلحون) النور - فتربية الناس على الدخول فى السلم كافة وقبول خبر الرسول جملة وعلى الغيب وإلتزام خبره جملة وعلى الغيب وأن لايستقيم إيمانك إلا بتحكيم شرعة والتسليم لحكمه وقبول أمره ونهيه(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مماقضيت ويسلموا تسليما) - لا يسعنى إلا أن استعير قول الشافعى رحمه الله قولى صواب يحتمل الخطا فى الختام أرجو ألايفسد الخلاف صفاء الود فأنا وإن لم نتقابل سويا إلا أن من نحبهم يذكرونك دائما بحسن أخلاقك وكريم طباعك
وأشكرك على هذه المساحة التى تركتها للاخرين يناقشوك فيها
|
|
|
عز العرب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 49 عدد المشاركات : 2427 تاريخ الانضمام : 03/04/2010 اتق الله حيثما كنت وفيما تقول وفيما تختار | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 29/9/2011, 10:51 am |
| جزاكم الله خير الجزاء د/ تامر و م/ابومعاذ |
|
|
أشرف الصعيدى معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 46 عدد المشاركات : 272 تاريخ الانضمام : 08/11/2010 أحب الصالحين ولست منهم ж لعلى انول بهم شفاعه | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 29/9/2011, 3:22 pm |
| جزيت الجنة أبا معاذ
ونرجع نقول اسلاميه اسلاميه وليست مدنيه بأى شكل من الاشكال |
|
|
د.تامر الخطيب معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 46 عدد المشاركات : 115 تاريخ الانضمام : 23/12/2010 الفقر فى الوطن غربة. و الغنى فى الغربة وطن. | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 1/10/2011, 1:09 am |
| الأخ الفاضل | أبو معاذ سررت كثيرا لتعليقك على مقالى و نقدك لها. و هو نقد لم يستطعه غيرك من المعارضين لفكرتى من رواد المنتدى. و أنا ( و أعوذ بالله من الأنا حتى لا تنعتنى بالنرجسية و الترف الفكرى مجددا ) من أشد المؤمنين أن الافكار لا تتضح و لا تتمايز فى أذهان معتنقيها الا بأضدادها. كما يقولون
و بضدها تتميز الأشياء.
و كما يقول الحصرى القيروانى فى وصف محبوبته
الوجه مثل الصبح مبيض: و الشعر مثل الليل مسود. ضدان لما جمعا حسنا: و الضد يظهر حسنه الضد.
المهم , ما أردت أن أقوله ردا على مداخلتك سأجمله و أوجزه فى النقاط التالية:-
1- رفضك لفكرة استفتاء الناس فى تطبيق الشريعة عليهم. هو حق لك مشروع لن أنازعك فيه و ان كنت اختلف معك ( و هذا أيضا حقى ). وأنا قلت مسبقا أن خيارى هذا من منطلق سياسى و ليس من منطلق شرعى. و أرجو أن تعى الفرق بين المصطلحين.
2- استرسالك فى سوق الآيات الدالة على وجوب الاحتكام الى شرع الله أمر لا معنى له فى الرد على , لأنك ان قرأت مقالى مرة ثانية بصبر و توؤد ستجد أننى أتفق معك تمام الاتفاق فى هذا الأمر. بل أنى أعلن أن اتفاقى معك ليس اتفاقا سياسيا يحق لى أن أحيد عنه الى ضده. بل هو ثابت من الثوابت التى أؤمن بها و التى يجب أن يؤمن بها كل مسلم. و هو ليس اختيارا فقهيا لمسألة اختلف فيها الفقهاء. بل هذا أصل من أصول الشرع الحنيف التى لا خلاف عليها ( على حد علمى القاصر ) بل أقول أن من اعتقد بخلافه فانه يشك فى اسلامه.
3- وصفك لى بأنى أكثر من استخدام المصطلحات الشرعية على الاطلاق دون ضابط أو رابط و دون وقوف شرعى ثابت على معانى هذه المصطلحات. هو قول صحيح 100% و هو ان كان ينطبق على فهو ينطبق كذلك على كل رواد المنتدى ( اللهم الا ان كنت تستثنى نفسك من هذا التعميم ). فأنا لم أدعى أنى فقيه أو مجتهد أو عالم. و أنا قلت و أعدت مرارا أنى العبرة بالمقاصد و المعانى و ليست بالالفاظ و المبانى. و العبرة بالمسميات و ليس بالأسماء. و ربما أحيانا خاننى اللفظ و فهمت أنت منه ما لم أقصد.
4-أنت أفرطت فى الثناء على الدولة التى أقامتها طالبان فى أفغانستان و قلت أن الخطأ ( الذى لم تعتبره أنت خطأ ) الأكبر الذى قد يكونوا قد اركتبوه هو تدميرهم لتماثيل بوذا الهندوسية. مع التصحيح أن تماثيل بوذا ليست هندوسية. فالبوذية ديانة مغايرة و مستقلة تماما عن الهندوسية. و خالفوا فى ذلك رأى القرضاوى و وقف ضدهم من المسلمين من وقف تعاطفا مع رأى القرضاوى. أقول أن تدمير تماثيل بوذا ليس الخطأ الأكبر الذى اقترفته طالبان و ربما اعتبره أنا الأصغر. فخلافى مع طالبان ليس فى تدمير بوذا فقط بل فى الرؤية الكلية التى التى حاولوا أن بها أن يقيموا بها دولة اسلامية. فلم تكن هذه الرؤية ناضجة لا من منظور سياسى و لا حتى من منظور شرعى. فدولتهم التى أقاموها كانت دولة تمثل اسلاما مبتورا مشوها. فقد قامت على الصدام مع كل من يخالفهم فى الرأى و الرؤية. مثلما قامت على العجلة و التسرع فى احداث التغيير الداخلى و الخارجى جاهلة أو متجاهلة أن هذا التسرع قد يكون له نتائج عكسية كالذى يزرع فى أول النهار و يريد أن يحصد ما زرع قبل غروب الشمس. فمثلا كل الهجمات التى تبنتها طالبان على المدنيين العزل فى الغرب ( فى أمريكا و أوروبا ) و التى راح ضحيتها الاف من الأبرياء فى الغرب و راح ضحيتها كردة فعل على ما حدث ملايين المسلمين فى الشرق. فهذه الهجمات لم تكن مدروسة من الناحية السياسية فضلا عن أنها كانت مردودة و باطلة من الناحية الشرعية.( ربما تخالفنى أنت فى هذا الأمر و تؤمن بمشروعية قتل المدنيين الأبرياء فى ديارهم فى أمريكا و أوروبا من منطلق أن ساستهم و حكامهم يقتلون المسلمين الأبرياء فى بلاد الاسلام. و هذا انت كنت تؤمن به , فلن أجادلك فيه ). و فكرة هدم تماثيل بوذا( ان كنت تؤمن بمشروعيتها على الاقل من الناحية السياسية و دع الناحية الشرعية جانبا الآن ) لن أحاجك فيها كثيرا و لكنى سأسألك سؤالا واحد. لما تم فتح أفغانستان على يد عدة قواد مسلمين أشهرهم كان الأحنف بن قيس. و كان ذلك فى خلافة عمر بن الخطاب بين عامى 24 و 28 هجرية. و من لحظتها الى اليوم و قد تعاقبت الخلافات و الدول ( التى كانت فى معظمها اسلامية) على حكم أفغانستان و لم تجد كلها غضاضة فى ابقاء تماثيل بوذا حتى جاء أشاوس طالبان فى العقد الأخير من القرن العشرين ليستدركوا على كل هؤلاء ( علماءا و حكاما) المنكر الذى عميت عيون سلفهم عن رؤيته. و قد من الله عليهم باستدراك ما غفل عنه كل من سبقهم و هو وجوب هدم تماثيل بوذا وجوبا قطعيا لا يحتمل الجدل و لا التأويل و لا التأخير و لا يحتمل مراعاة أى ضرر قد يترتب عليه. و قد كان. و هدموا تماثيل بوذا نصرة لدين الله و غيرة على انتهاك حرماته. و كان بعدها ما نراه اليوم واقعا تدمى منه قلوبنا بسبب التعامل المتعسف مع بعض النصوص الشرعية دون دراية بالوقائع المحيطة و الملتبسة بالأمر.
علماء الأصول يقولون
أن الضرر الأشد يدفع بالضرر الأخف. و أن تغيير المنكر بما يفضى لمنكر أكبر منه حرام.
هذا غيض من فيض سياسة طالبان الخارجية. أما عن سياستهم الداخلية. فحدث و لا حرج. تم اغلاق مبنى الاذاعة و التليفزيون منذ لحظة قيام الدولة. تم فصل جميع النساء العاملات فى الحكومة. تم فرض ارتداء النقاب على كل نساء الدولة. فالمراة عورة. وجهها عورة. و صوتها عورة. و تعليمها غير العلوم الشرعية عورة . و همسها عورة . و حتى تفكيرها عورة. و المرأة فى الاسلام ( على حد تعبيرهم) لا يسعها الا بيتها أو قبرها. تم الغاء كل شكل من أشكال الانتخابات ( اللهم الا ما كان داخل حركة طالبان )و لم يعد للأفغان خارج طالبان أى دور فى اتخاذ أى القرار. تم فرض اطلاق اللحى على كل رجال الدولة. و من وجد متلبسا بحلق لحيته , يتم تعذيره. و ما كان أروع هذا المشهد الذى وقف فيه الرجال طوابير على أبواب الحلاقين لحلق لحاهم بمجرد انهيار دولة طالبان الاسلامية. و لم يكن كرها فى سنة النبى (ص) و انما كان كرها فى الطريقة التى فرضت بها عليهم.
سيدى الفاضل.
الاسلام يعرض و لا يفرض.
و حتى طريقةعرضه هى أيضا مضبوطة بضوابط شرعيةزفلابد أن يكون بالحكمة و الموعظة الحسنة. هل هذه هى الدولة ( الاسلامية ) التى تحلم بها و تصبوا اليها نفسك و تشرأب اليها أعناق المنادين بها؟؟؟
بغض النظر عما ستطلقه عليها من الأسماء. سمها دينية. سمها اسلامية. سمها طالبانية. سمها سلفية. سمها شرعية. سمها قرآنية. سمها نبوية. سمها سنية. سمها ربانية. سمها محمدية. سمها غربية. سمها شرقية. سمها جهادية. سمها بما تشاء. فلا عبرة بالاسماء دون المسميات.
دولة أول ما تفكر به من تطبيق الاسلام ( أن تم تكرار النوذج فى مصر ) هو اغلاق مبنى الاذاعة و التليفزيون؟؟؟ و تدمر الاف المعابد و التماثيل و الاهرام التى تملأ مصر من الشمال الى الجنوب؟؟؟ وتفرض النقاب على المرأة؟؟ و اللحية على الرجل؟؟؟ و تلغى الأحزاب؟؟ و تكبت الحريات؟؟ و تغلق الجرائد؟؟ و تحرم المرأة من حقها فى طلب العلم المدنى؟؟ و من حقها فى الوظائف الحكومية التى استحقتها بخبرتها أو بدرجتها العلمية؟؟ و لا تسمح لها بالعمل مطلقا ؟ و بهدم الأزهر و المؤسسات الدينية الأخرى بزعم أنها مؤسسات حادت عن وجتها؟؟ و منع السياحة بكل أشكالها بزعم أنها مخالفة للشرع جملة و تفصيلا ؟؟ و باغلاق المسارح و المعاهد التمثيلية و الاخراجية و الموسيقية و السينمائية و الفنية بزعم أنها معاهد و مؤسسات تحارب الله و رسوله؟؟ و باغلاق البنوك من منطلق أنها مؤسسات ربوية لا حاجة للمسلمين بها؟؟ و بحرمان الأقباط من أى وظيفة مهمة فى الدولة من منطلق أنهم لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم و أنهم ما زالوا يبكون على مصر التى اغتصبها منهم العرب المسلمون كما قلت أنت مسبقا؟؟ وباغلاق كل المدارس الشيعية من منطلق أنهم أعدى أعداء الأمة و أكفر من الكفار؟
هذه كانت فلسفة طالبان التى تدافع عنها. مع تقرير أنى لا أكن للأشخاص من قادة و منظرى طالبان الا الحب الاحترام لأشخاصهم و ليس لأفكارهم و رؤيتهم. فرحمة الله على المجاهد أسامة بن لادن الذى أحبتته و ما زلت أحبه فى الله. و لا أختلف معه الا لله. فحبى للحق الذى أؤمن به ( على حد علمى ) أعظم عندى من حبى لشخص أسامة بن لادن و الدكتور أيمن الظواهرى. و هذا منهج أهل السنة و الجماعة فى أن تعرف الرجال بالحق و لا تعرف الحق بالرجال.
5- حملتك على دولة حزب العدالة و التنمية فى تركيا و وصفك لها بانها موصلة خدمات. و أن التنمية البشرية و تحسين أوضاع الناس المعيشية لن يقود الناس الى الاسلام. و هذا تقول على مبا لم أقله. و تحميل لمالى ما لا يحتمل. فانا لم أقل ذلك و لا أؤمن به. و أنت لم تفاجئنى بقولك أن مستوى دخل الفرد فى قطر هو الأول على مستوى العالم. فأنا أعلم ذلك جيدا. و لا أدعى أن دولة قطر دولة اسلامية ( مدنية أردت أن تسميها أو دينية)و لا أن تحسين أوضاعهم المعيشية ستقودهم الى الدولة الاسلامية. بل أقول أن الأمة تحتاج الى رجال يصلحون دينهم فتنصلح معه دنياهم. بنظافة أيديهم و طهارة قلوبهم و تفانيهم فى خدمة أمتهم. فحزب العدالة و التنمية ( أبناء نجم الدين أربكان) لم يحسن للناس أوضاعم المعيشية و حسب. و ان كانت هذه غايه منوطة بحكام المسلمين من قديم الأزل. فمهمة عمر بن الخطاب لم يكن خليفة للمسلمين لمجرد اشرافه على اقامة الصلاة وا يتاء الزكاة و تطبيق الحدود و حفظ القران و نشر العلم الشرعى. بل كان يؤمن و يعلن ايمانه أنه لو عثرت دابة فى العراق لسئل لم لم يعبد لها الطريق أمام الله. و كان يؤمن أن تأمين حاجات الناس ( مسلمين و غير مسلمين ) المعيشية من أجل و أوجب مهامه كخليفة للمسلمين. و أسوق هنا مثالا لمواطن يهودى و ليس مسلما من مواطنى الأمة التى كان عمر بن الخطاب حاكما لها ( و ليس عليها ) عندما وجد الفاروق هذا اليهودى يتكفف الناس ( أى يسألهم الصدقة) أمام مسجد النبى (ص) فما كان من عمر الا أن أخذه من يده الى بيت المال ليعطيه حقه منه. و ترك لنا فى هذا الموقف كلمته التى سطر له التاريخ بمداد من ذهب حيث قال:
و الله ما أنصفاك أذا أخذنا منك الجزية قويا و تركناك ضعيفا.
(اللهم الا ان كنت ترى أن مهمة حكام المسلمين هو التحكم فيهم بعد افقار المسلمين و تجويعهم عن طريق نهب ثرواتهم و مقدراتهم ؟؟ و ارتكاب الحماقات السياسية و الاقتصادية التى يدفع ثمنها قطعا المسلمون. ثم بعد ذلك يتمسح باسم الدين و تحكيم الشريعة و هو من الدين و الشريعة براء) و لكن حزب العدالة و التنمية قد عاد بتركيا كمال أتاتورك خطوات واسعة الى اسلامهم العذب و عقيدتهم السمحة و تاريخهم الاسلامى المجيد. و غير فكرتهم العلمانية الأتاتوركية التى كانت ترى الاسلام واجهه للجهل و للتخلف و للفقر و كبت الحريات و محاربة التقدم ومناهضة الفكر و الابداع. فأثبت للمجتمع التركى غير ذلك و أن الاسلام فيه صلاح الدنيا و الآخرة. و بعد أن كانت تركيا دولة أتاتورك تمنع الحجاب فى المؤسسات الحكومية. و دولة يتعاون جيشها مع الكيان الصهيونى لحرب الاسلام و المسلمين , أصبحت دولة يقول حاكموها الحجاب فرض شرعى على كل مسلمة فلا يحق لحاكم و لا محكوم أن يمنعه أو يحرمه باسم القانون. و أصبح الحاكم فى نظر الأتراك هو خادم للأمة و ليس مخدوما.
5- قولك أنى لو قرأت السيرة النبوية ؟؟
قول فيه تعال و استخفاف و نرجسية سبق و أن رميتنى بها دون أن أفعلها. بينما فعلتها أنت. و هو قول يخرج عن حدود أدب الحوار الذى يفترض أن تظلنا أن أردت مظلته. و فيه اتهام ضمنى بجهلى بالسيرة النبوية مصحوبا بتأكيدك على علمك الواسع بما أجهله أنا..
أنا يا أخى الحبيب لا أعرف من السيرة و لا الفقه و لا العقيدة و لا التاريخ و لا التفسير و لا الحديث و كل العلوم الشرعية الا ما يعرفه عوام المسلمين و الا ما هو معلوم من الدين بالضرورة. و لم أدع يوما أنى عالم من علماء المسلمين.
و قولك ( لغير البوطى طبعا ) هو استرسال فى نفس النهج الاستعلائى الذى ينظر للآخر نظرة دونية. فأنا لا أعرف عن الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى الا أنه عالم سورى يقر له معظم من أعرفهم من أهل العلم أنه بالفضل و العلم و يعتبرونه من مجتهدى هذا العصر. و لم أعرف عنه يوما أنه شيعى أو علمانى أو من محاربى دين الله و لا من صنائع الغرب او حتى من أصحاب الآراء الشاذة. اللهم أن كنت تعلم أنت عكس ذلك. فأخرج لنا علمك . و أعود فأقول أنى لا أعرف عنه الا معرفة العوام للعلماء. و أعرف أن العالم مأجور أن أخطأ أو أصاب. و لا يحق أن يتصدر للعلماء ( علانية و بالاسم كما فعلت أنت مع البوطى ) الا العلماء أمثالهم. فيا ترى ماذا يكون رد فعل من يقرأ مقالنا هذا أن كان لم يسمع يوما عن البوطى ( و هم للأسف كثر فى مجتمعنا )؟ ما هى الصورة التى يمكن أن يكونها فى مخيلته له عندما يسمعك تقول ( لغير البوطى طبعا )؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخى الحبيب
أنا أربأ بك من الوقوع فى هذا الخطأ. و ان كنت لا تقتنع بأراء البوطى من خلال دراستك المتأنية و الدقيقة لها ( و هذا شرف لا أدعيه أنا ) فاختر المكان و الوقت المناسبين لعرض وجهة نظرك فيه. و قبل هذا و بعده اختر الأسلوب المناسب لنقد العلماء و التعبير عن الاختلاف معهم. فانت كان يمكن أن توصل لى وجهة نظرك كاملة غير منقوصة دون الخوض فى عرض هذا العالم الذى لا أعرف عنه الا الخير. و دون حتى أن تذكر اسمه لانه لم يكن هناك داع و لا ضرورة لذلك. و كان لك فى التعريض ألف مندوبة عن التصريح المثير للجدل.
فما أغناك عما قلت فيه؟؟ و ما أغناك عن هذا الترامى؟
و اشغل نفسك بنقد الأفكار دون الأشخاص. المسميات دون الأسماء كما قلت سلفا. فما من عالم الا يؤخذ من كلامه و يرد. و هذا منهج أهل السنة و الجماعة و منهج السلف الصالح الذى نتفاخر كلنا بالانتماء اليه حتى و لو كان انتماءا اسميا لا فعليا.
و أختم بقول أمير الشعراء فى رائعته مجنون ليلى
ما الذى أضحك منى الظبيات العامرية؟ ألأنى أنا شيعى ؟؟؟ و ليلى أموية؟؟؟؟؟ فا ختلاف الرأى لا يفسد للود قضية....
أرجو أن لا يفسد اختلاف رأينا لودنا قضية
و الله الموفق.
|
|
|
أبومعاذ الدرس معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 53 عدد المشاركات : 110 تاريخ الانضمام : 13/08/2011 | رد: الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث 1/10/2011, 5:49 am |
| أخى الحبيب د/تامر
لاتعليق !!!
أشكرك ومازلت أحب أن أسجل إحترامى...لشخصك ...وفكرك ...وشيخك...
والله يجمعنى وإياك على الخير
|
|
|
| الدولة المدنية هى الحل الجزء الثالث | |
|