كشفت مصادر أمريكية مطلعة فى واشنطن لـ«الشروق» عن أن هناك وفدا رفيعا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقوم حاليا بزيارة «تبدو روتينية» فى شكلها للولايات المتحدة، إذ إن هذا الوفد المعروف باسم «وفد الورقة البيضاء» يزور واشنطن مرتين سنويا لبحث التعاون العسكرى بين الدولتين.
إلا أن زيارة هذا العام تتضمن محاولات جادة لإصلاح الضرر الذى أصاب صورة المجلس الأعلى فى الولايات المتحدة نتيجة إخفاقات إدارة المرحلة الانتقالية، والتى ترتب عليها مطالبة أعضاء فى مجلس الشيوخ بوضع شروط قاسية للاستمرار فى تقديم المساعدات العسكرية لمصر والمقدرة بـ 1.3 مليار دولار سنويا.
هذه المصادر أشارت إلى أن وفد المجلس الأعلى يحاول الاستفادة من إنجاز صفقة تبادل الأسرى بين منظمة حماس وإسرائيل، والتى سيفرج بموجبها عن الجندى جلعاد شاليط بعد خمس سنوات من أسره.
وذكرت مصادر أمريكية لـ«الشروق» أن أعضاء من مجلس الشيوخ رفضوا مقابلة أعضاء الوفد، وأنهم اكتفوا بأن يشارك مساعدوهم فى النقاشات مع الوفد الزائر. وذكر أحد المساعدين العاملين بالكونجرس أن الوفد يكرر فى المقابلات أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يحظى بشعبية مقدارها 90% بين أبناء الشعب المصرى.
فى الوقت نفسه أرسل ثلاثة أعضاء من مجلس النواب الأمريكى هم كونى ماك، جمهورى من ولاية فلوريدا، وترينت فرانكس، جمهورى من ولاية أريزيونا، وجون كارتر، جمهورى من ولاية تكساس، خطابا شديد اللهجة للرئيس الأمريكى باراك أوباما، حصلت «الشروق» على نسخة منه، يحثونه فيه على التدخل مستخدما المساعدات العسكرية لمصر، ليدين حوادث الاعتداء على الأقباط، والتى كان آخر فصولها أمام مبنى ماسبيرو يوم الأحد قبل الماضى.
وتضمن مشروع قرار الميزانية الأمريكية الجديدة رقم 1701 لعام 2012 فى الجزء الخاص بمخصصات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية، شروطا جديدة يجب توافرها كى تستمر مصر فى تلقيها مبلغ 1.3 مليار دولار العام القادم.
وتضمن مشروع القرار الذى وزع على الأعضاء يوم الخميس الماضى، والذى تبناه مبدئيا السيناتور باتريك ليهى (ديمقراطى ــ ولاية فيرمونت) شروطا جديدة يتم وضعها للمرة الأولى قبل تلقى الحكومة هذه المساعدات.
وطالب مشروع القرار بأن تهدف هذه المساعدات العسكرية المقدمة لمصر إلى المساعدة فى حماية أمن الحدود، ومكافحة الأنشطة فى سيناء. ويطالب أيضا بضمانات للالتزام بالتحول الديمقراطى فى مصر.