- أخيرا أدرك محمد البرادعي اتجاه بوصلة السياسة المصرية ، فهي متجهة الي النظام البرلماني ، أي أن الوزارة ستكون هى الحاكمة ، وبما يعني أن الرئيس سوف يكون ضيف شرف المشهد السياسي ، يستقبل الرؤساء في المطار ويصطحبهم في جولاتهم السياحية في الأهرامات و يضيفهم في أفخم الفنادق ، وهو ولا شك ما لا يستطيع البرادعي تحمله فهو يريد أن يكون لاعبا أساسيا وليس مراقبا للمباراة ، يرمي البرادعي الآن إلي الإنسحاب من سباق الرئاسة وتركه للمشتاقين والمتطلعين إلي ارتداء عباءة حسني مبارك وأنور السادات ظنا منهم أنهم سوف يعيشون في مرحلة السبعينات والثمانينات ، فنري كلا منهم يعرض برنامجه السياسي الذي سوف يحارب أو لا يحارب فيه اسرائيل ، وسوف يتبني أو لا يتبني سياسة الإقتصاد المفتوح ، وسوف يستمر أو لا يستمر في استصلاح اراضي توشكي ، وسوف يقضي أو لا يقضي على الإحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم ، وسوف .... و سوف .... ، ولعله الأمر الذي كان يثير سخرية المراقبين أن هؤلاء يطمحون إلي منصب رئيس الجمهورية ويترفعون عن المقاعد البرلمانية ، ولعل البرادعي بصفة ( اشطر واحد في الراسبين ) أو ( اخيب واحد في الشاطرين ) قد فطن إلي تلك المعادلة أخيراااااااااا . هو اليوم مستعد للتنازل عن الترشح للرئاسة في مقابل تولي الوزارة في المرحلة الإنتقالية ، ونظرا لغياب المفاوضين المهرة في المجلس العسكري بسبب الضعف الفكري لدي أعضائه الذين هم بالكاد يجيدون القراءة والكتابة على ما يبدو لي فربما يسعون لإسترضاء المدير السابق للوكالة الذرية لما يلمسوه هم فقط فيه من رقي في الفكر وهو أمر ليس صحيحا بالكلية . إذ لو تركنا البرادعي عدة أيام بعد أن يقوم الجنزوري بتشكيل حكومته فإنه سوف يتنازل مختارا وبدون مقابل عن الترشح للرئاسة ليقينه أن منصب الرئيس مفرغ من مضمونه القديم .
- بقية المرشحين للرئاسة خرجوا توا من مرحلة صعبة في التقييم والتغيرات في الفهم والفكر فالشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل مستعد لتسوية شخصية بعد أن يخرج من سباق الرئاسة مباشرة ولا أقل من أن يكون وزيرا بعد أن يرفض ذلك عدة مرات لتجاهله في الإختيار لرئاسة الوزراء ولكنه سوف يقبل على مضض ، عمرو موسي ليس لديه مانع في أن يكون رئيسا في نظام برلماني فالرجل كما قال أيام الثورة من منزله ( مستعد لأي منصب ) ولعل بلدياتنا حمدين صباحي سوف يكون الخاسر الأكبر في سباق الرئاسة فلا أعتقد انه سوف يشغل ثمة منصب وزاري لان التيارات التي سوف تنجح في مجلس الشعب لن يكون لديها فائض وهو لا ينتمي لأي منها بينما هو ترفع على أن يكون عضوا في البرلمان متحالفا مع الحرية والعدالة ظنا منه أنه قد كبر على ( الحاجات التافهة دي ) ربما يستطيع حمدين صباحي أن يكون لاعبا في الإنتخابات بعد القادمة ما لم يخرج من البرلس خطيب مفوه او سياسي واعد يحجبه تماما إلا من كتابة مذكراته في بلكونة تطل على شاطئ النرجس ، لست ادري آلية ( الغربلة ) التي اقصت البسطويسي ولكني لم أعد أراه ، يبقي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فالرجل كان جزيئا من حديد في مطرقة الإخوان المسلمين وقد خرج من تلك المطرقة فلم يعد يظهر إلا كجزئ من حديد يطمح الي الإتحاد مع عناصر كيميائية أخري لعله ينشئ مطرقة مشابهة ولكن يظهر أن الوسط الكيميائي المحيط به غير قابل للإتحاد إلا تحت ظروف ضغط عالي أو عامل حفاز قوي أو بالتسخين وكلها عوامل لا تتناسب مع شخصية الناشط الإخواني السابق الذي ربما من الأفضل له أن يعود إلي مطرقته كجزئ منها وليس كيد ممسكة بها .
لعلي قلت هذا الكلام من قبل عندما كتب أخي الفاضل الأستاذ محمود شهاب الدين عن الرئيس القادم ، وهو أمر يشغل بال الدول العربية جميعا ولعلي لا أضيف جديدا إن قلت أن الرئيس القادم هو البرلمان القادم .
- إن الفعاليات الموجودة الآن في ميدان التحرير والتي اندفع اليها بعض السياسين ظنا منهم أنهم سوف يقفزون على الأغلبيات والآليات الديمقراطية لتولي المناصب القيادية ويصبحوا جزءا من الشرعية الثورة لا أعتقد أنهم سوف يجنون أكثر من طبق ( شعرية ثورية بالمكسرات ) ربما يكون ذلك تعويضا كافيا لهم عن الخروج الأخير من الحياة السياسية التي سوف يقفز عليها بعد الإنتخابات مباشرة جيل جديد مثقف ومناضل وقادر على قيادة المرحلة الأكثر حساسية في تاريخ مصر الحديث .

شكرا علي تحليلك القيم استاذنا الفاضل استاذ محمود وربنا يصلح الاحوال

الأخ الفاضل الأستاذ محمد بقوش
بارك الله على المرور الكريم والكلام الرقيق المحترم ، جزاكم الله خيرا

حقا احييك على هذا المقال يا مستشار واعترف اننى لم يكن لدى تفسير عن موقف البردعى باعلانه التخلى عن الرئاسة
ولى استفسار يا مستشار سؤال لولبى بيقول علل ؟؟ بماذا تفسر الاتصالات بين الجنزورى والبردعى والمشير وعمرو موسى وهل توقع ان تضيف جديدا على الموقف
يعنى شوية مكسرات على طبق الشعرية ولا حاجة

تحياتى يا مستشار وبانتظار الطبق القادم هههههههه

قشدة

حبيبي الأخ الكبير الأستاذ محمد عز العرب
جزاكم الله خيرا على المرور القيم الجميل الذي دائما استفيد منه ، الإتصالات دي كلها من وجهة نظري المتواضعة الغرض منها التهدئة لكن بعد الإقبال الفظيع على الصناديق ، أصبحت أوراق كل مرشحي الرئاسة محروقة ومصر الآن محتاجة الي ظهور زعيم
على فكرة المقال ده منشور على اخوان كفر الشيخ بعنوان اللجوء السياسي في ميدان التحرير

أخي وحبيبي الأستاذ محمود سعد
جزاكم الله خيرا دائما تجاملني
جزاكم الله خيرا