الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
انه من الواضح البين ف ديننا . أن توجيه الشعائر والنسك من صلاة ودعاء وذبح ونذر وطواف واستغاثة إلى غير ذلك من العبادات لغير الله شرك أكبر يخرج من ملة الاسلام . ولكن الشرك بالله تعالى ليس قاصرا على شرك الشعائر والنسك . ولكن يدخل فيه أيضا أمران :-
أولا : شرك التحاكم لغير شرع الله سبحانه والتحليل والتحريم بما يناقض شرع الله .
ثانيا: الولاء والنصرة على غير دين الله
فأما شرك التحاكم الى غير شرع الله والتحليل والتحريم بما يناقض شرع المولى فهذا راجع الى أن من خصائص الله عز وجل الحكم والتحليل والتحريم كما قال تعالى (ألا له الخلق والامر) فكما أن الخلق لله وحده . فالحكم أيضا لله وحده . فمن نازع الله فى عبادته فهو طاغوت يجب أن يكفر به . وكذلك فإن من نازع لله فى الحكم والتشريع يكون طاغوتا منازعا لله فى خصائصه يجب أن يكفر به . فكما قال تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) فنهى سبحانه عن الشرك فى العبادة وكذلك قال ( ولا يشرك فى حكمه أحدا) وقد وردت هذه الاية فى قراءة ابن عامر وهى من القراءات السبع المتواترة ( ولا تشرك فى حكمه أحدا) وتدل هذه الاية على أن الشرك فى الحكم متعلق أيضا بالحكم التشريعى وليس الكونى فقط . ومن هنا يتبين أن الشرك يكون فى العبادة والحكم والتشريع وقد ذكر هذا شيخنا أبو أحمد بن عبدالله فى نواقض الاسلام المتعلقة بالحكم . ومن هنا فإن الله تعالى قد سمى كل من يشرع شيئا جديدا مخالفا لما شرعه سبحانه - سماه شريكا كما قال تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) فكل شرع ما لم يأذن به الله مضاهيا دين الله فهو شريك يجب أن يكفر به المسلمون .
وللحديث بقية ان شاء الله