المناط الثامن : القتال العام للأئمة المضلين عند ذهاب الدين والشرع
في الجامع الصغير من حديث البشير النذير - (1 / 77)
996- روى أحمد عن ثوبان (وروى الطبراني عن النعمان بن بشير) قال صلى الله عليه وسلم ( استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإن لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم ثم أبيدوا خضراءهم )
- ( حم ) عن ثوبان ( طب ) عن النعمان بن بشير- ( ح )
وفي المعجم الصغير 360 - (1 / 134)
201- حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ ، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ فَأَبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ ، فَإِذَا لَمْ تَفْعَلُوا فَكُونُوا حِينَئِذٍ زَارِعِينَ أَشْقِيَاءَ تَأْكُلُوا مِنْ كَدِّ أَيْدِيكُمْ
وفي معجم ابن الأعرابي 340 - (3 / 272)
1268- عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَقِيمُوا لَكُمْ فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ فَأَبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَكُونُوا زَرَّاعِينَ أَشْقِيَاءَ ،
وفي المعجم الأوسط - (8 / 15)
7815 - عن يزيد بن أبي زياد عن بن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإن لم يفعلوا فضعوا سيوفكم على أعناقكم فأبيدوا خضراءهم فإن لم تفعلوا فكونوا حراثين أشقياء تأكلوا كد أيديكم ) لم يقل في هذا الحديث عن يزيد بن أبي زياد عن بن سالم بن أبي الجعد عن أبيه إلا خالد تفرد به محمد بن خالد ورواه الناس عن يزيد عن سالم
وفي غريب الحديث للخطابي - (1 / 361)
وقال أبو سليمان في حديث النبي أنه قال ( استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإن لم يفعلوا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم )
أخبرناه ابن الأعرابي نا الحسن بن عفان العامري نا الحسن بن عطية نا يحيى بن سلمة عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان
الخوارج ومن يرى رأيهم يتأولونه في الخروج على الأئمة ( المسلمين )
ويحملون قوله ما استقاموا لكم على العدل في السيرة وإنما الاستقامة ها هنا الإقامة على الاسلام
يقال أقام واستقام بمعنى واحد كما يقال أجاب واستجاب
قال الله تعالى ( ادعوني أستجب لكم ) وقال الشاعر :
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب
والمعنى استقيموا لهم ما أقاموا على الشريعة ولم يبدلوها ويدل على صحة ما تأولناه في الاستقامة حديث أبي بكر الصديق
أخبرناه ابن الأعرابي نا أبو داود نا محمد بن كثير نا سفيان عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن ابن نمران البجلي قال قرئت عند أبي بكر ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) قال هم الذين لم يشركوا بالله شيئا
وفي فتح الباري - ابن حجر - (13 / 116)
وقد ورد في حديث أبي بكر الصديق نظير ما وقع في حديث معاوية ذكره محمد بن إسحاق في الكتاب الكبير فذكر قصة سقيفة بني ساعدة وبيعة أبي بكر وفيها فقال أبو بكر وإن هذا الأمر في قريش ما أطاعوا الله واستقاموا على أمره وقد جاءت الأحاديث التي أشرت إليها على ثلاثة أنحاء :
الأول : وعيدهم باللعن إذا لم يحافظوا على المأمور به كما في الأحاديث التي ذكرتها في الباب الذي قبله حيث قال ( الأمراء من قريش ما فعلوا ثلاثا ما حكموا فعدلوا ) الحديث وفيه ( فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله ) وليس في هذا ما يقتضي خروج الأمر عنهم
الثاني : وعيدهم بأن يسلط عليهم من يبالغ في أذيتهم فعند أحمد وأبي يعلى من حديث ابن مسعود رفعه ( يا معشر قريش إنكم أهل هذا الأمر ما لم تحدثوا فإذا غيرتم بعث الله عليكم من يلحاكم كما يلحى القضيب ) ورجاله ثقات إلا أنه من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عم أبيه عبد الله بن مسعود ولم يدركه هذه رواية صالح بن كيسان عن عبيد الله وخالفه حبيب بن أبي ثابت فرواه عن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود الأنصاري ولفظه ( لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته ) الحديث أخرجه احمد وفي سماع عبيد الله من أبي مسعود نظر مبني على الخلاف في سنة وفاته وله شاهد من مرسل عطاء بن يسار أخرجه الشافعي والبيهقي من طريقه بسند صحيح إلى عطاء ولفظه قال لقريش ( أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم على الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما تلحى هذه الجريدة ) وليس في هذا أيضا تصريح بخروج الأمر عنهم وإن كان فيه إشعار به
الثالث : الإذن في القيام عليهم وقتالهم والإيذان بخروج الأمر عنهم كما أخرجه الطيالسي والطبراني من حديث ثوبان رفعه ( استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فان لم يستقيموا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فابيدوا خضراءهم فان لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء ) ورجاله ثقات الا ان فيه انقطاعا لأن راويه سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان وله شاهد في الطبراني من حديث النعمان بن بشير بمعناه وأخرج أحمد من حديث ذي مخبر بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الموحدة بعدهما راء وهو ابن أخي النجاشي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( كان هذا الأمر في حِمْيَر فنزعه الله منهم وصيره في قريش وسيعود إليهم ) وسنده جيد وهو شاهد قوي ) أ.هـ
أقول :قال أحمد والأعمش أن بين سالم وثوبان معدان وهو شيخ سالم وشيخه ثوبان
وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير - (1 / 636)
996 - (استقيموا لقريش) أي للأئمة من قريش (ما استقاموا لكم) أي دوموا على طاعتهم وأثبتوا عليها ما داموا قائمين على الشريعة لم يبدلوها (فإن لم يستقيموا لكم) وفي رواية ( بدله ) لأحمد أيضا( فإن لم يفعلوا ) - (فضعوا سيوفكم على عواتقكم) متأهبين للقتال (ثم أبيدوا) أهلكوا (خضراءهم) أي سوادهم ودهماءهم ذكره الزمخشري وقضية صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل تمامه عند مخرجه كما في الفردوس وغيره ( فإن لم تفعلوا فكونوا حراثين أشقياء تأكلون من كد أيديكم ) ، قال ابن حجر : وقد تضمن هذا الحديث الإذن في القيام عليهم وقتالهم والإيذان بخروج الأمر عنهم وبه يقوى مفهوم حديث ( الأئمة من قريش ما أقاموا الدين ) أنهم إذا لم يقيموه خرج الأمر عنهم
وفي سير أعلام النبلاء (15 / 215)
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو العَلاَءِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ المُجَدِّرِ، قَالَ:
كُنْتُ شَاهِداً حِيْنَ أُدْخِلَ شَرِيْكٌ، وَمَعَهُ أَبُو أُمَيَّةَ، وَكَانَ أَبُو أُمَيَّةَ رَفَعَ إِلَى المَهْدِيِّ العباسي : أَنَّ شَرِيْكاً حَدَّثَهُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (اسْتَقِيْمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُم، فَإِذَا زَاغُوا عَنِ الحَقِّ، فَضَعُوا سُيُوْفَكُم عَلَى عَوَاتِقِكُم، ثُمَّ أَبِيَدُوا خَضْرَاءهُم).
قَالَ المَهْدِيُّ: أَنْتَ حَدَّثتَ بِهَذَا؟
قَالَ: لاَ.
فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: عَلَيَّ المَشْيُ إِلَى بَيْتِ اللهِ، وَكُلُّ مَالِي صَدَقَةٌ، إِنْ لَمْ يَكُنْ حَدَّثَنِي.
فَقَالَ شَرِيْكٌ: وَعَلَيَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُ حَدَّثْتُهُ.
فَكَأَنَّ المَهْدِيَّ رَضِيَ.
فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! عِنْدَك أَدْهَى العَرَبِ، إِنَّمَا يَعْنِي مِثْلَ الَّذِي عَلَيَّ مِنَ الثِّيَابِ، قُلْ لَهُ يَحلِفُ كَمَا حَلَفتُ.
فَقَالَ: احلِفْ.
فَقَالَ شَرِيْكٌ: قَدْ حَدَّثْتُهُ.
فَقَالَ المَهْدِيُّ: وَيْلِي عَلَى شَارِبِ الخَمْرِ -يَعْنِي: الأَعْمَشَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ المُنَصَّفَ ( عصير الشعير غير المسكرمثل البريل الآن)- لَوْ عَلِمتُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ، لأَحرَقْتُهُ.
قَالَ شَرِيْكٌ: لَمْ يَكُنْ يَهُودِيّاً، كَانَ رَجُلاً صَالِحاً.
قَالَ: بَلْ زِنْدِيقٌ.
قَالَ: لِلزِّنْدِيقِ عَلاَمَاتٌ: بِتَركِهِ الجُمُعَاتِ، وَجُلُوْسِهِ مَعَ القِيَانِ، وَشُربِهِ الخَمْرَ.
فَقَالَ: وَاللهِ لأَقتُلَنَّكَ.
قَالَ: ابْتَلاَكَ اللهُ بِمُهجَتِي.
قَالَ: أَخْرِجُوْهُ.
فَأُخرِجَ، وَجَعَلَ الحَرَسُ يُشَقِّقُوْنَ ثِيَابَه، وَخَرَقُوا قَلَنْسُوَتَهُ.
قَالَ نَصْرٌ: فَقُلْتُ لَهُم: أَبُو عَبْدِ اللهِ.
فَقَالَ المَهْدِيُّ: دَعْهُم. ( أردت أن تقرب مني ما ازددت مني إلاَّ بعدا ) .
وفي التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (2 / 295)
قال أحمد بن زهير كذا يقول الأعمش في أحاديث سالم عن ثوبان وقتادة يدخل بين سالم وثوبان معدان بن أبي طلحة.
وفي تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف - (2 / 131)
قال أحمد بن حنبل : لم يسمع سالم، عن ثوبان بينهما معدان.
وفي تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي - (المقدمة / 195)
- وذكر المنقح (4/284 - 285) حديثًا من طريق الأعمش عن سالم عن ثوبان ، وعلق عليه بقوله : (رواه ابن ماجه من رواية منصور عن سالم ، وهو ابن أبي الجعد ، ولم يسمع من ثوبان ، بينهما معدان . قاله أحمد بن حنبل ، وقد رواه أبو كبشة السلولي وسلمان بن شمير وعبد الرحمن بن ميسرة عن ثوبان ، فهو إذا حديث صحيح .فرجاله رجال الصحيح) أ.هـ
( وثوبان شيخ معدان بن أبي طلحة ومعدان شيخ سالم وهذا يوصل موضع الانقطاع الذي ضعفه لأجله بعض الأئمة ومنهم الألباني وهذا الإسقاط من سالم لشيخه معدان يصح عند مسلم ويوافق شرط مسلم كما تو جد رواية صحيحة عند الطبراني عن النعمان بن بشير)
وفي مسند الدارمي - (1 / 293)
218- عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رضوان الله عليه عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ ، قَالَ : فَرَآهَا لاَ تَتَكَلَّمُ فَقَالَ مَا لَهَا لاَ تَتَكَلَّمُ قَالُوا نَوَتْ حَجَّةً مُصْمِتَةً فَقَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي فَإِنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَّاهِلِيَّةِ , قَالَ : فَتَكَلَّمَتْ , فَقَالَتْ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا امْرُؤٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ , قَالَتْ : مِنْ أَيِّ الْمُهَاجِرِينَ ؟ قَالَ : مِنْ قُرَيْشٍ , قَالَتْ : فَمِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ ؟ قَالَ : إِنَّكِ لَسَؤُولٌ , أَنَا أَبُو بَكْرٍ , قَالَتْ : مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا الأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جَاءَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ أَئِمَّتُكُمْ , قَالَتْ : وَمَا الأَئِمَّةُ ؟ قَالَ : أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُؤَسَاءُ وَأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ قَالَتْ بَلَى قَالَ فَهُمْ مِثْلُ أُولَئِكَ عَلَى النَّاسِ.
وفي السياسة الشرعية - (1 / 19)
وقد روي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال : « أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضرب بهذا -يعني السيف- من عدل عن هذا -يعني المصحف- »
وفي السنن الصغرى للبيهقي (3 / 271)
2503 - عن عرفجة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستكون هنات ، وهنات ، فمن رأيتموه يمشي إلى أمة محمد ، فيفرق جماعتهم ، فاقتلوه "
وفي دلائل النبوة ـ للبيهقى - (6 / 527)
عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال قال رسول الله إن الله عز وجل زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي عز وجل لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة ولا يسلط عليهم عدو من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي عز وجل قال لي يا محمد إني إذا قضيت قضاء لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي عز وجل قال ولو اجتمع عليهم بين أقطارها حتى يكون بعضهم يسبي بعضهم أو بعضهم يقتل بعضاً
قال وقال رسول الله إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين
قال وقال رسول الله إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتى بالمشركين حتى يعبدوا الأوثان وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأني خاتم النبيين لا نبي بعدي
قال وقال لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله عز وجل
رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع وقتيبة عن حماد بن زيد
وفي مسند أحمد بن حنبل - (5 / 278)
22448 - عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وبه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل زوى لي الأرض أو قال إن ربي زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها وإنى أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي ان لا يهلكوا بسنة بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم وإن ربي عز و جل قال يا محمد إنى إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وقال يونس لا يرد وإني أعطيتك لامتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها أو قال من بأقطارها حتى يكون بعضهم يسبى بعضا وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع في أمتي السيف لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين حتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان وانه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم انه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز و جل
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم
وفي مسند أحمد بن حنبل - (5 / 284)
22505 - عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله أو إن ربي زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم حتى يكون بعضهم يسبي بعضا وبعضهم يهلك بعضا ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها أو قال من بأقطارها إلا وإني أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم
وفي سنن الدارمي - (1 / 82)
214 - أخبرنا محمد بن عيينة انا علي هو بن مسهر عن أبي إسحاق عن الشعبي عن زياد بن حدير قال قال لي عمر : هل تعرف ما يهدم الإسلام قال قلت لا قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين
قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح
وعدم الاستقامة على الدين نوعان:
1- عدم الاستقامة مع ظهور الدين فيكونوا بغاة وظلمة يقاتلوا قتالا محدودا على الظلم والبغي دفعا للصائل عن الدين والنفس والنسل والعرض والمال ودون مظلمته كما في المناط السابع السابق
2- عدم الاستقامة مع عدم ظهور الدين بل هلاكه وذهابه وتبديل الشرع وظهور العدو وشرائع الكفر عليهم فيقاتلوا قتالا عاما لاسترداد الدولة للإسلام فرض عين على كل مسلم ومسلمة وفرضا عاما لمجموع الأمة
فالذين يقاتلوا قتالا عاما دون تردد هم الأئمة المضلين الذين يتحقق على أيديهم هلاك الأمة في حالة عدم الاستقامة على الدين بعدم ظهور الدين وتغييره وتبديله بشرائع الكفر الطاغوتية فيقاتلوا قتالا عاما قولا واحدا بلا تردد وقاعدة الشريعة دفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما
فالحكام المبدلين للشرع استحقوا وصف الأئمة المضلين من ذهاب الدين والدولة الإسلامية وهلاك الأمة على أيديهم فبدلوا الشرع وتولوا الكافرين وأعانوا اليهود والنصارى والصهيوأمريكية والناتو وهذا كفر بواح لا يتردد في قتالهم قولا واحدا
عند المرجئة من أدعياء السلفية والأشعرية والصوفية ومن جرى مجراهم اعتبروا هذه المناطات الثمانية المختلفة اعتبروها مناطا واحدا هو الصبر على الحكام واعتبروهم حكاما شرعيين وأولياء أمور مسلمين بخطئهم في مفهوم الإيمان ومفهوم الحاكمية ومفهوم الشرعية والعلاقة بين الحاكم والمحكوم والسياسة الشرعة فبدلا من قتال الأئمة المضلين ينصرونهم ويعينوهم ضد المسلمين الذين يجاهدونهم واعتبروهم خوارج فقلبوا المعروف منكرا وجعلوا المنكر معروفا
أما الخوارج فلا اعتبار عندهم لكل هذه المناطات فالأمة لا تعنيهم وليست أمتهم بل هم المسلمون وحدهم ويبدأون الدعوة من جديد كأن نبيا يبعث مرة أخرى واعتبروا الأمة كفار مثل كفار قريش
أما أهل السنة والجماعة المتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح فقد هداهم الله لخير الهدي وفرقوا بين المناطات والأحوال كما وضحنا في هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في السياسة الشرعية وغيرها منهجا صالحا لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة قال تعالى [وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ] {النحل:89} [هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا] {الفتح:28} [هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ] {التوبة:33}
هذا ما تيسر لي مختصرا في شرعية العلاقة بين الحاكم والمحكوم
وصلى الله وسلم على خاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم : أبو أحمد بن عبد الهُ